فداء عيتاني
لم يعد يمر يوم إلا نكون على موعد مع أحد رجال الدين أو علمائه ليشرح لنا مواقفه السياسية وآراءه ويوجهنا في ما نفعل ونتدبر من شؤوننا المدنية.
وإذا غاب رجل الدين أو عالمه عن المشهد السياسي، فإن زواره ينقلون عنه أو يقفون على بابه ويطلقون المواقف المحددة لمسير البلاد ومصيرها.
وإن لم يحصل هذا أو ذاك، فإن لقاءً بين رجلي دين أو عالمي فقه يعيد تحديد أولويات الموالاة أو المعارضة أو كلتيهما. وإذا غاب اللقاء عن الإعلام، فإن وثيقة شرعية تحاول تحديد أهمية الكيان اللبناني لدى المسلمين أو المسيحيين. بطبيعة الحال فإنها تستثير ردود فعل من هنا وهناك. وإذا لا سمح الله غابت المرجعيات الدينية والأحزاب الطائفية للحظة، فإن السلطات الدينية لا تترك مكانها إلا لسلطات أشد مضاضة على النفس من طعن الحسام المهنّدِ، ويبقى لنا أن نختار ما بين السلطات الروحية وتلك الأمنية، أما السلطات المدنية فيكاد يُمْحَق أثرها.
ذات مرة رفع التيار الوطني الحر شعار العلمانية، ثم نسيه في غمرة المطالبة بحقوق المسيحيين...