فداء عيتاني
يستحق الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو أكثر من التفاتة، فهو قد جمع من الكبر ما لم يجمعه عالم دين قبله، وهو إذ يمتلك من الجرأة الأدبية أن يبدأ بيان له بعبارة «إن جوقة الشتامين في حزب الله»، لا يعبّر إلا عما يتردد في بعض الأوساط اللصيقة به، وهو بجرأته النادرة يواجه الفتنة بالحكمة، والفجور بالموعظة الحسنة، والتهتك السياسي برزانة الشيوخ والمسنين، ويرى في حزب الله خللاً يتلخص في «جوقة الشتامين»، فيشير إليه بالبنان لكون الجوقة «تسيء إساءات بالغة إلى هذا الحزب»، إلا أن الحمية تأخذ شيخنا أحياناً، فيتحدث عن الحزب وحلفائه الذين «أصبحوا معروفين بقلب الحقائق»، مشيراً إلى «أن الافتراءات التي توجّه إلى الحكومة ورئيسها دنيئة ومتهاوية».
وفي إطار سعيه الحثيث إلى الوحدة السياسية الإسلامية، لا ينسى الإشارة إلى عمالة الشيعة للأميركيين عبر التذكير بالسيد عبد العزيز الحكيم، مدافعاً بقسوة عن الهوية العربية.
من ارتضى الدخول إلى عالم السياسة أسمع وسمع، ولا تحمي العمائم من يقف تحتها، ولكل طائفة في هذه البلاد جوزو وراعٍ.