وفاء عواد
«مباراة» التعديل الدستوري التي أطلقت الحكومة صافرة بدايتها، حاول 13 نائباً موالياً تسجيل هدف مبكّر فيها، عبر توقيع عريضة تطالب بهذا التعديل. وقد تولّى خط الدفاع الأول، الأمانة العامة لمجلس النواب، احتواء الكرة، قبل تحويلها إلى «حارس المرمى» نبيه بري الذي ضرب رقماً قياسياً حتى الآن في الحفاظ على شباكه نظيفة.
وقد حمل النواب عمار الحوري وأنطوان زهرا وأكرم شهيّب عريضة التعديل إلى ساحة النجمة، حيث تسلّمها الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر، ونقلها فوراً إلى عين التينة بعد ترحيب برّي بها عبر الهاتف، مذيّلة بتواقيع 13 نائباً، هم إضافة إلى الحوري وزهرا وشهيّب: إيلي عون، مصطفى هاشم، محمد قبّاني، سيرج طورسركيسيان، نبيل دو فريج، رياض رحال، جواد بولس، هنري حلو، عاطف مجدلاني وغازي يوسف.
وإذا كان اختيار نوّاب الموالاة للرقم 13 للتواقيع قد جاء انسجاماً مع «المادة 13 من الدستور التي تتحدث عن الحريات»، وتذكيراً بـ«مضي 13 شهراً على إقفال المجلس، واحتلال وسط بيروت»، على حدّ تعبير الحوري، فإن الاقتراح لم يكن سوى مسوّدة عن المشروع الذي طرحته الحكومة، يوم الاثنين الفائت، وينصّ على أنه «يجوز لمرة واحدة انتخاب رئيس الجمهورية من القضاة أو موظّفي الفئة الأولى (...) على أن يُعمل بهذا القانون الدستوري فور نشره لصقاً على مدخل مقرّ رئاسة مجلس الوزراء»، مرفقاً برجاء دعوة المجلس إلى «جلسة عاجلة لمناقشته وإقراره، ثم إبلاغه إلى الحكومة لتضع هي بدورها مشروع القانون الدستوري بذلك».
وإثر إيداعهم الأمانة العامة نصّ الاقتراح، توجّه النواب الثلاثة مباشرة باتجاه المنبر، ليتقاسموا الأدوار: شهيّب يرى أن «الخوف ليس فقط على الاستحقاق، بل على الصيغة والجمهورية والميثاق والطائف»، متوجّهاً إلى «بقية من حسّ وطني لبناني» يجري في عروق نوّاب المعارضة بالتحذير: «بعد 31/12/2007، سيدخل لبنان في متاهة كبيرة قد توصل إلى نسف التعاقد بين اللبنانيين». زهرا يعتذر عن غياب النائبين الشهيدين وليد عيدو وأنطوان غانم، اللذين اعتاد تقديم العرائض وجودهما. والحوري يتهم المعارضة بـ«التعطيل المزمن والمستمر» لانتخاب العماد سليمان، وهو الذي «يستحقّ منّا أن نقدّم رئاسته للجمهورية هدية للبنانيين في موسم الأعياد».
وفيما لم يستغرق مكوث النواب الثلاثة في المجلس أكثر من ربع ساعة، إذ قالوا كلمتهم ومشوا، بانتظار «الحلحلة السياسية» التي سترسم معالم الخطوات التالية، وفق إشارة زهرا، وتلقّف الرئيس نبيه برّي لـ«الكرة التي أصبحت في ملعبه»، حسب تعبير الحوري، كان بعض نوّاب المعارضة الموجودين في مكاتبهم يقلّلون من أهمية خطوة زملائهم ويضعونها في خانة «لزوم ما لا يلزم»، إلى حدّ دفع بأحدهم إلى وصف المشهد بـ«الفولكلور السياسي»، مستذكراً «سوق الثلاثاء» ليقول: «اليوم فتحوا سوق الخميس».