strong> سوزان الهاشم
اسمه زاروب عنتر.. لكن «العنترية» المسمّى بها لا ترهب سارقي السيارات الذين لا يكادون يفارقون هذا الزاروب، حتى في وضح النهار. فالزاروب الكائن في صيدا يشهد تكراراً عمليات سرقة سيارات متوقفة على جانبيه. وتجدر الإشارة إلى أن قرب الزاروب من ساحة النجمة (موقف السيارات والباصات العمومية)، يجعله مكاناً يستقطب أصحاب السيارات الآتين بمعظمهم من خارج المدينة لإيقاف سياراتهم فيه طيلة النهار، بينما هم يتجهون إلى وظائفهم في المحال والمؤسسات المحيطة.
أما سبب إيقاف السيارات في الشارع «المصيدة»، فهو أن عدادات البلدية لم تزره حتى هذا الحين، مما يعفي أصحاب السيارات المتوقفة هناك من دفع رسوم العدادات، حسبما قال لـ«الأخبار» أحد الذين يواظبون على إيقاف سياراتهم في الشارع المذكور. وهكذا يستفيد هؤلاء من «مجانية الوقفة» بدلاً من وضع سياراتهم في مواقف خاصة ودفع رسمها 1500 ليرة يومياً. بيد أن «شطارة» التوفير لا تفلح دائماً، فأصحاب تلك السيارات يدفعون في بعض الأحيان ثمن شطارتهم غالياً عندما يكتشفون أن سياراتهم قد سرقت، وهو ما يحصل بمعدل مرة واحدة كل أسبوع، بحسب ما ذكر مصدر أمني لـ"الأخبار". ورجّح المصدر أن يكون هناك من يرصد ويراقب التحركات في الزاروب بسهولة، ولا سيما أن المكان قليل الاكتظاظ سكانياً، ثم ينصب شباكه ليصطاد «رزقته»، قبل أن يتوارى عن أنظار القوى الأمنية التي يعصى عليها القبض على الفاعلين، رغم أن معظم السرقات تتم ما بين الساعة التاسعة صباحاً والثالثة من بعد الظهر.
أما السيارات التي يستهدفها السارقون، فغالبيتها من الطراز القديم والتي يسهل على السارق فتحها وتحريكها من دون استعمال مفتاحها. أما إذا كان السارق «قنوعاً» فيكتفي بسرقة بعض القطع المرغوب بشرائها في السوق (الإطارات، الأضواء، الراديو...) أو أنه يسرق بعض محتوياتها الداخلية.
من جهة أخرى، يحدث أن السارق لا يفلح في إتمام سرقته لظروف خارجة عن إرادته، منها نفاد البنزين من السيارة المسروقة، وهذا ما حصل مع تغاريد الزين التي تعمل في أحد المحال المجاورة للزاروب، فهي تركت سيارتها فيه صباحاً لتعود وتجد أنها سرقت في وضح النهار. لكنها ما لبثت أن تلقت اتصالاً من أحد الأصدقاء بعد بضعة أيام من السرقة، يبلغها بالعثور على السيارة عند طريق الأولي، مكسورة الضوء ومسروقة المحتويات.
هذه السرقات المتكررة في هذا الزاروب، دفعت تغاريد وغيرها إلى وضع سياراتهم في مواقف المدينة مقابل دفع رسم 1500 ل.ل. يومياً، بدلًا من المخاطرة بإمكان فقدانها. وبينما تغيب أعين الأجهزة الأمنية عن الزاروب، يقوم البعض «بالطلب من الأشخاص الموجودين هناك بمراقبة سياراتهم ريثما يعودون إليها»، يقول صاحب أحد المحال الذي يكلف في بعض الأوقات بالقيام بهذه المهمة. وتجدر الإشارة إلى أن عدد السيارات المسروقة في لبنان منذ بداية العام وحتى 21/12/2007 بلغ 1335 سرقة سيارة.