كفرزبد ـ عامر ملاعب
تقدّم جمعية حماية الطبيعة في لبنان بالتعاون مع مجموعة دعم حمى كفرزبد نموذجاً في الدمج بين مشاريع الجمعيات الأهلية الآتية على صهوة الأموال المقدمة من الخارج، لكن مع مشروع حمى كفرزبد فإنّ واقعاً طبيعياً وملائماً أسهم في نجاح العمل.
الفكرة انطلقت عام 2004 حين عمل مشروع المنح الصغيرة على تحويل بقعة الموقع من مكب للنفايات إلى محمية طبيعية تساعد على حفظ التنوع البيولوجي ويمنع فيها صيد الطيور المستقرة والعابرة. وقد نظمت الجمعية ومجموعة دعم حمى كفرزبد لقاء مع وسائل الإعلام المحلية بهدف تقويم العمل وتأثيراته على الثروة البيولوجية في الحمى، إضافةً إلى نتائجه على المجتمع المحلي.
يُموّل مشروع «تنمية مجموعة دعم الحمى» عبر هبة من الحكومة الهولندية إلى المجلس العالمي لحماية الطيور، من أجل تنفيذ برنامج يستمر أربع سنوات ويحفّز إنماء المجتمع الأهلي ويشجّع على الحوار في ما بينهم حول إدارة الحمى، ويسعى المشروع إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين في المناطق الهامة للطيور، باعتبار أنّ المجتمعات المحلية هي المسؤولة عن حماية الثروة البيولوجية العالمية حيث تمثّل الفئات الأكثر فقراً في العالم. ويتضمن المشروع تنمية مجموعة دعم الحمى في مستنقعات كفرزبد، وبالتالي ربط حماية التنوع البيولوجي بالحد من نسبة الفقر.
وقد تخللت اللقاء نشاطات عدة من المشي في الحمى ومراقبة الطيور، إضافة إلى زيارة مختلف المنشآت التي شُيّدت في موقع الحمى من أجل خدمة الزوار.
كذلك تخلل اليوم البيئي لقاء بمجموعة دعم الحمى، ورئيس بلدية كفرزبد قاسم شكر، وممثلين عن جمعية حماية الطبيعة ومؤسسة السياحة البيئية (Lebanese Adventure)، إضافة إلى زيارة منازل النساء والمزارعين الذين شاركوا في المشروع.
واللافت مدى الاهتمام الذي يوليه الأهالي، وفي مقدمهم رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، فيتحدثون عن المشروع بوصفه إنجازاً شخصياً لكل منهم. ويوضح شكر أن «البلدية تعد مشروع الحمى أولوية لما فيه من نتائج مستقبلية وضعت وتضع بلدة كفرزبد على خريطة السياحة اللبنانية وربما العالمية»، مشيراً إلى «أننا زرعنا قسماً من الحمى بأشجار الجوز وزراعات أخرى تؤمن مدخولاً مالياً للبلدية والمشروع». وقال: «منذ بداية المشروع أطلقنا حملات توعية لمنع الصيد والتخفيف من استعمال المبيدات الحشرية، ونرى يوماً بعد يوم أن الأمور تتطور والمزارعين يتفهمون أنّه حين تتوافر الطيور تنخفض كمية الحشرات».
أم سليمان شكر تدعو الزوار إلى الإقامة في منزلها، وتعلل ذلك بأن «المشروع يهم بلدتنا وكل لبنان، وحين نحمي الطبيعة نحمي أنفسنا، وأنا دائماً أنتظر الزوار، فهذا يعني أن أصدقاء جدداً من لبنان والبلاد العربية والأجنبية سنتعرف إليهم ويتعرفون إلى بلدتنا». وقد أتقنت المرأة السبعينية خدمة الزوار وتأمين راحتهم واستقرارهم في ربوع البلدة ومشاركتهم في نشاطات الحمى.
من جهته، لا يكف عمر مجدلاوي عن التحدث عن الطيور وعالمها، وهو يحاول منذ عامين نقل كل خبراته في الصيد إلى حماية البيئة والطيور، ويصف تحوله هذا «بكونه خروجاً من أنانية الإفادة الفردية إلى إفادة بلدتنا ومنطقتنا من ثروة الطيور والسياحة التي أسهم المشروع في تأمينها لنا». وأمل «أن يحظى بالتفرغ والعمل في مراقبة ورصد حركة الطيور حتى لا أبتعد عن الطبيعة وأستغني عن عملي الآخر».