البقاع ـ نقولا أبو رجيلي
شهدت منطقة البقاع خلال عام 2007 ازدياداً في أعداد السيارات التي تعرضت للسرقة والسلب. وتميزت هذه الجرائم خلال العام الجاري بابتكار طرق جديدة للحصول على السيارات، ثم التفاوض مع أصحابها لاستردادها لقاء مبالغ مالية، يقدّرها السارقون حسب نوع السيارة وقيمة شرائها في السوق.
ورغم تكثيف القوى الأمنية لدورياتها وحواجزها، وتوقيف بعض المطلوبين أثناء قيامهم بعمليات السلب، أو نتيجة اعترافات موقوفين آخرين، فإن ذلك لم يثن أفراد تلك العصابات عن متابعة استيلائهم على السيارات عبر سرقتها ليلاً، أو سلبها ليلاً ونهاراً بقوة السلاح أثناء وجود أصحابها بداخلها أحياناً. لكن الابتكار كان ما وقع ضحيته عدد من أصحاب شركات تأجير السيارات. فقد استأجر سارقون سيارات حديثة وغالية الثمن، بأوراق ثبوتية مزورة (بيان قيد إفرادي ـــــ هوية ـــــ رخصة سوق)، أو طلب إرسال سيارات مع سائقيها إلى عدد من الفنادق الفخمة، لوضعها بتصرفهم بعد إيهام إدارات الفنادق بأنهم نزلاء أثرياء، منتحلين أسماء وهمية. وكان السارقون يطلبون، كعادة نزلاء الفندق، من العاملين فيه الاتصال بتلك الشركات لإحضار السيارات، ثم يستولون على السيارة، إما بقوة السلاح أثناء تجولهم فيها بحجة السياحة، أو يفرون بها بعد ترجل السائقين منها لشراء حاجيات من المحال التجارية بناء على طلب المستأجر. بعدها، يتصل السارق بصاحب شركة التأجير للتفاوض معه على إعادة ملكيته له، مقابل دفع مبالغ مالية وصلت في بعض الأحيان إلى 30% من ثمنها في السوق. ويروي صاحب شركة تأجير سيارات أنه دفع نحو 40 ألف دولار اميركي لقاء استراداد سيارته (صنع عام 2007) المسلوبة، والتي تساوي أكثر من 100 ألف دولار، بعدما هُدد خلال اتصال هاتفي تلقّاه من السائق بإحراقها إذا أبلغ الاجهزة الامنية، أو تمنع عن الدفع. وتابع صاحب الشركة الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المتصل جهر بذكر اسمه، ونصحه بأن «الاجهزة الأمنية لن تفيده، وأن أقصر الطرق لاسترجاع السيارة هو التفاوض معه مباشرة».
مصدر أمني قال لـ«الأخبار» إن مجموع السيارات المسروقة والمسلوبة في البقاع خلال عام 2007 بلغ نحو 280 سيارة، جرى استرجاع نحو 45 منها، إما من خلال ضبطها في أماكن إخفائها، أو بعدما أوقفها سارقوها على جوانب الطرقات الفرعية، أو تركوها في مسرح عمليات سلب وسرقة جديدة بعد استخدامها وتفكيك ما تيسر من قطعها. لكن العدد الأكبر من السيارات استعيد بعد تفاوض اصحابها مع السارقين.
وتابع المصدر أن عدد الموقوفين بلغ نحو 35 شخصاً، أوقف معظمهم وترك الباقون لعدم كفاية الأدلة، وأن عدد المطلوبين الفارين الذين باتوا معروفين هو نحو 40 مطلوباً، يصَنَّف 4 منهم بأنهم الرؤوس المدبرة للعصابات.
الجدير ذكره أن السيارات التي تعرضت للسلب أو السرقة هي من الطراز الحديث ومعظمها ذات دفع رباعي، وأن عمليات سلب عديدة أحبطها المواطنون من خلال صدم سيارتهم بسيارة السالبين لإعاقة ملاحقتهم أو استخدام السرعة المفرطة لإفشال عمليات السلب. واللافت أن أسماء بعض الرؤوس المدبرة لتلك العصابات تتداولها ألسن المواطنين والأجهزة الامنية على حد سواء.
يذكر أن عدداً من القتلى والجرحى، من رجال الأمن وأفراد العصابات، سقطوا خلال تبادل إطلاق النار أثناء ملاحقة العسكريين للمشتبه فيهم، في أماكن التسلم والتسليم بين السارق وضحيته.