جبيل ـ جوانّا عازار
اختتمت جمعية «ايكولوجيا بيبلوس» برنامج جواز المواطن الشاب الذي بدأ في عام 2006. وفيما أظهر الطلاب مدى التزامهم القضايا من خلال المشاريع التطبيقيّة التي نفذوها كلّ في منطقته ومحيطه، دعت مسؤولة المشروع فيفي كلاب وزارة التربية الى تعميمه على مدارس لبنان

نفّذت جمعيّة «ايكولوجيا بيبلوس» برنامج جواز المواطن الشاب بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة.
وشاركت 15 مدرسة من محافظتي الشمال وجبل لبنان في البرنامج الذي استفاد منه 1200 طالب من صفّي الثانوي الأوّل والثاني، وشمل الفساد، المساءلة والمحاسبة، الشفافيّة، حقوق المواطن وواجباته، البيئة وواجبات الدولة والمواطن والمجتمع المدنيّ لحمايتها.
وتحدّثت المستشارة في علم الاقتصاد الاجتماعي البيئي الدكتورة فيفي كلاّب عن البرنامج الذي بدأ في العام 2006، حيث توجّهت المرحلة الأولى إلى أساتذة المدارس والثانويات، فشاركوا في ثلاث ورش عمل نظّمتها الجمعيّة وتتمحور حول المواضيع التي تطرّق إليها البرنامج. ثم شرح الأساتذة المحاور للطلاب، فيما تزامن التعريف بالبرنامج مع أعمال للطلاب لتطبيق ما تعلّموه على الأرض. وقام خبراء الجمعيّة بزيارات ميدانيّة إلى المدارس، ووزعوا استمارات قبل البرنامج وبعده على الطلاب لاكتشاف مدى استيعابهم للمواضيع وترسّخ المعلومات في أذهانهم. وتحدّثت كلاب عن النجاح الذي لمسته الجمعيّة بعد اختتام البرنامج، بحيث أظهر الطلاب مدى التزامهم القضايا من خلال المشاريع التطبيقيّة التي نفذوها كلّ في منطقته ومحيطه، فالطلاب من بلدة المروج أسهموا من خلال تواصلهم مع رئيس البلديّة والفاعليّات في المنطقة في تحسين طريق بتغرين بعدما صوّروها قبل تأهيلها. وشارك آخرون في تأهيل ملعب رياضيّ في إحدى القرى من خلال تصوينه وتركيب بوابة له، إضافة إلى طرشه وتنظيفه، وقدّم أربعة طلاب دروساً خصوصية لتلامذة كانوا يرسبون في المدرسة، ثم قارنوا علامات الطلاب قبل اتّباعهم للدروس الخاصّة وبعده، وأظهروا مدى التقدّم الذي أحرزوهوحصل الطلاب على «جواز المواطن الشاب»، وهو ملخّص على شكل جواز السّفر من ستّين صفحة عن المعلومات التي عرضها البرنامج، مع صور خاصّة بالمواضيع، إضافة إلى قسم موجّه إلى الطلاب، يتعهّدون من خلاله محاربة الفساد، إحترام القوانين، إرساء الحقّ، المطالبة بالشفافيّة والمساءلة والمحاسبة، ترويج ما يعزّز المواطنيّة، إحترام الطبيعة والعمل على حمايتها. فالبرنامج يسهم، بحسب كلاب، في انماء المواطنيّة وخصوصاً أنّه يحضّر الطلاب في عمر صغير ويدرّبهم عليها «لأنّ الفرد لا يولد مواطناً انّما يكتسب المواطنيّة من خلال التدرّب». فالمشاريع التي نفذّها الطلاب وإن كانت صغيرة فهي كفيلة بتعليمهم معنى المواطنيّة ومساعدة غيرهم وتنمية مناطقهم منذ الصغر.
ويبقى البرنامج تفاعليّاً بين القيّمين عليه، الأساتذة والطلاب بعيداً عن التلقين والمعلومات المعلّبة، وهو يدخل في عمق المواضيع التي لا تأخذ كامل حقّها في كتاب التربية الوطنيّة المعتمد في المدارس اللبنانيّة، تقول كلاب مؤكدةً أنّ مدارس جديدة طالبت بأن يشملها البرنامج. ودعت إلى أنّ تتبنى وزارة التربية والتعليم العالي المشروع وتعممه على المدارس في لبنان.
وكان البرنامج قد اختتم في مؤتمر عُقد في قاعة سيلين قربان في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة جبيل، بحضور النائبين بيار دكاش وجيلبرت زوين، العميد الركن انطوان صالح ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، النائب السابق ميشال خوري، السفير عبد المولى الصلح، ممثل منظمة الفاو العالمية الدكتور علي مؤمن، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية السابق الدكتور رياض نصار، رئيس لجنة إنماء بلاد جبيل الدكتور طوني عيسى، رئيسة لجنة مهرجانات بيبلوس لطيفة اللقيس وحشد من المهتمين.
وكانت كلمة لرئيس الجمعية الدكتور منال نادر عرض خلالها استراتيجية «بيبلوس ايكولوجيا» التي تركز على بيئة سليمة وحماية المجتمع وزيادة الوعي البيئي والتنموي لدى الشباب.
من جهتها، أشارت كلاب إلى أنّ الجيل الجديد يعيش منذ الحرب اللبنانية اقسى النتائج، «جيل جديد لم ير في الأداء السياسي إلاّ فساداً من دون محاسبة وضياعاً للقيم ويرى من سبقه وهو قيم عليه يهدر ثرواته الطبيعية بدون رادع، جيل جديد لم يتسن له أن يتدرب على المواطنية، ولم يسمح له بامتلاك رؤية مستقبلية يسعى إلى تحقيقها. وأوضحت أنّ البرنامج واجه في البداية بعض الصعوبات أهمها كانت مخاوف الأساتذة من أن يؤدي النقاش حول المواضيع الحساسة إلى خلافات سياسية بين التلامذة، لكن ورشات العمل التي أقيمت أظهرت وعياً لافتاً لدى شبابنا».