■ التنجيم وهم زائد أم علم ناقصً؟

■ ماغي فرح: آمال تزدهر في البورصة والحبّ... والسنة السياسيّة «مفتوحة»

■ الرجال أكثر تصديقاً للأبراج من النساء

هذا الملحق

تخصيصنا ملحقاً للتنجيم ليس من شأنه، على الأرجح، التشجيع على احترام هذا الهوى السحيق القِدَم، وسيعتبره القارئ مثل غيره من صفحات الأبراج، بل ربّما، بسبب بعض الكتابات المشكّكة أو الساخرة، أكثر إحباطاً. وكان بودّنا، لو أتيحت الإمكانات، لأن نولي هذا الشأن مزيداً من العناية، فنجلو عنه غبار الدَجَل ورغوة المتاجرة، وبالأخص خطاب التبسيط الببغائي.
لماذا التنجيم؟ لن نجيب، على الطريقة الفرنسية: ولمَ لا؟ بل نقول لأنه إحدى الوسائل المتاحة منذ بابل والكلدانيين، ومن الهند إلى اليونان مروراً بالصين وحضارات الهنود الحمر، فاليهود والعرب وحتّى بعض كبار لاهوتيي المسيحيّة، إحدى الوسائل المتاحة لإعادة النظر إلى الإنسان كشريك في كونه المنظور، وإلى الكون المنظور كشريك للإنسان في أطباعه وأقداره.
«إن ما هو فوق مثل ما هو تحت» كما نُسب إلى هرمس المثلّث العظمة، أي أن المرء، وعلى ما قال المعرّي أيضاً، هو مُصغَّر الكون. ليس الفلك نجوماً باردة بل هو رموز من لحم ودم، وحتّى الأديان التي رَجَمته مضمّخة بشعاراته، من الحَمَل إلى نجمة الصبح إلى القمر إلى الملوك المجوس وطقوس العناصر، كالماء والنار، مروراً بشكسبير (دائماً شكسبير) الذي لا تخلو مسرحيّاته الضخمة من الوحي التنجيمي. وحدة الكون، هذا هو موجز الحكاية الفلكيّة، لا في تنبّؤات الصحف، طبعاً، ولا في حوانيت التلفزيون وباقي الحارات، بل في مراجعها العليمة والعلميّة الرصينة، الدقيقة كالساعة، الموحية، الغزيرة التفاصيل، الفسيحة التشعّبات، وحيث يُطلّ التنجيم ــ أو النجامة، بالأصحّ ــ كما في جوهره: شقيق الخيمياء، وعلم الأعداد، والفراسة، وغيرها وغيرها من «العلوم السوداء».
هذا الملحق فنجان قهوة. لعلّه، مع هذا، يفتح الشهيّة على مطالعات أوفر زاداً، ومن مصادرها...
«ميمون»