149; القاهرة تحذّر من تداعيات الوضع اللبناني وتدعم انتخاب رئيس في أسرع وقت
يحتفل اللبنانيون، الليلة، بعيد رأس السنة وسط آمال بأن يحمل العام المقبل حلاً للأزمة التي تعصف بالبلد منذ أكثر من عامين، لكن من دون بروز معطيات لإمكان تحقيق هذه الأمنية بالرغم من تجدّد المسعى العربي في هذا الاتجاه

انتقل الاستحقاق الرئاسي إلى روزنامة السنة الجديدة، وسيملأ الأسبوع الأول إذ أعلن الأمين العام للجامعة عمرو موسى، أمس، أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب سيعقد يوم الأحد المقبل في مقر الجامعة «لمناقشة الوضع في لبنان بناءً على طلب مصر والسعودية».
وفي هذا السياق ،أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية أن «الهدف الأساسى للطلب المصري السعودي هو بحث الوضع في لبنان والخلاف على موضوع الانتخابات الرئاسية، وذلك في ضوء المخاطر التي بات يمثلها الوضع السياسي وما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات سلبية على الساحتين العربية والإقليمية»، موضحاً أن «الطلب الذي أرسل إلى الأمانة العامة للجامعة العربية يشير إلى أن الاجتماع الاستثنائي الذي تنص اللوائح على أنه يخصص عادة لبحث موضوع وحيد سينصب على لبنان».
وفيما رحبت الموالاة بالتحرك العربي من دون التراجع عن مواقفها، ربط رئيس المجلس النيابي نبيه بري نجاحه بإجراء مصالحة عربية ـــــ عربية، مؤكداً في رسالة إلى موسى «أن لا ضرورة للوقوف على آخر التطورات، إذ يكفي أن يتصالح العرب في ما بينهم، وكلانا على يقين بأن لبنان سيكون عندئذ بألف خير». وتلقى بري اتصالاً هاتفياً من موسى.
من جهته، أجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، اتصالين هاتفيين بكل من موسى ووزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد وبحث معهما الأجواء المرافقة لانعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب. كما اتصل السنيورة بالرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن مبارك أكد للسنيورة «أن مصر لن توفر جهداً لمساعدة لبنان للعودة إلى حالته الطبيعية والمستقرة، وهي تدعم انتخاب رئيس جديد للبنان في أسرع وقت».

الحريري يشيد بمبارك وساركوزي

وكان مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طلبا في مؤتمر صحافي عقب محادثاتهما في القاهرة، أمس، من سوريا المساعدة على توافق اللبنانيين، ما لاقى أصداء إيجابية لدى «قوى 14آذار»، إذ أشاد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بهذه المواقف لافتاً إلى أنها «تشير بوضوح إلى مكمن الداء في الأزمة التي يعانيها لبنان، حيث لم يعد خافياً على أحد في المجتمع الدولي وفي العالم العربي، حقيقة أن النظام السوري يتحمل مسؤولية مباشرة في تعطيل الحياة الدستورية اللبنانية وممارسة كل أشكال التدخل التي تعرقل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وترجمة التوافق على اسم العماد ميشال سليمان رئيساً»، ورأى «أن فرنسا دولة صديقة بكل ما للكلمة من معنى».

مرحلة ضغوط جديدة على سوريا

ووصف عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور موقف ساركوزي بمقاطعة سوريا بأنه «تعبير عن خيبة أمل عربية ودولية» من دمشق. ورأى أن تصريحات ساركوزي تحمّل مسؤولية للنظام السوري عن تعطيل المسار الانتخابي، مشيراً إلى أنها «تمهّد لمرحلة جديدة ترتكز على الضغوط، لا على المحاباة».
إلا أن تصريحات ساركوزي لم تخل من عناصر حذر لدى الأكثرية، إذ أعرب عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده عن قلقه من تلميحات معينة للرئيس الفرنسي، «قد يفهم منها أن استمرار تعطيل انتخاب رئيس «توافقي» للبنان سيؤدي إلى تسريع إنشاء المحكمة، في حين أن انتخاب هذا الرئيس قد يتيح التفاوض مع سوريا على موضوع المحكمة»، مطالباً ساركوزي بتوضيح كلامه.

درس من الأزمات المتتالية

من جهة أخرى، اتهمت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض «قوى 8 آذار، وعلى رأسهم حزب الله ومن ورائهم النظام السوري والإيراني» بأنهم «لا يريدون دولة ولا يريدون الطائف، بل إبقاء لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية». ورأت أنه «لا يمكن للإخوان العرب أن يبقوا مكتوفي الأيدي لأن ما يحصل في لبنان قد يسبب أزمة في كل العالم العربي».
كذلك رحب الرئيس الدكتور سليم الحص، باسم منبر الوحدة الوطنية، بالمبادرة العربية، متمنياً «أن تتمخض عن دعوة للقاء بين اللبنانيين خارج لبنان، في إطار ما كان يسمى هيئة الحوار الوطني». وقال: «هناك درس تلقيناه من أزماتنا الوطنية المتتالية، وهو أن لا أزمة في لبنان تنتهي بغالب ومغلوب».
في غضون ذلك، رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أن الأزمة عادت إلى نقطة الصفر»، متهماً «فريق السلطة بالانقلاب على الميثاق الوطني والدستور وعلى الاتفاقات التي تمت». وأكد «أن المعارضة هي الأقوى في المعادلة الراهنة، وأن قوتها تكمن في صمودها وثباتها على مواقفها، وأبرزها سعيها لتحقيق التوافق والحوار، وأن هذا المبدأ هو الذي سيسود عاجلاً أو آجلاً».
إلى ذلك، حذر البطريرك الماروني نصر الله صفير من أن يقود التسابق على السلطة «إلى الفوضى والخراب وتهجير الناس»، ودعا اللبنانيين إلى «أن يوحّدوا إرادتهم وأن يخرجوا بلبنان موحد».