strong>عمر نشابة
يفوق عدد السجناء في لبنان 4000 موزعين على ما يقارب 30 سجناً أغلبها غير معدّ ليستقبل هذا العدد الكبير من السجناء. اوضاع السجناء مأساوية. هدى فؤاد السنيورة تتحرّك وتشدّد خلال حديث مع «الأخبار» على ضرورة البحث عن حلّ إنساني

في لقاء هو الأول من نوعه، دعت عقيلة رئيس مجلس الوزراء هدى البساط السنيورة الجمعيات الأهلية اللبنانية التي تعنى بموضوع السجون، إلى اجتماع في السرايا الحكومية، أول من أمس. حضر الاجتماع ممثلون عن المرشدية العامة للسجون، جمعية «عدل ورحمة»، مؤسسة «كاريتاس لبنان»، مؤسسة «الأب عفيف عسيران»، «الحركة الاجتماعية»، جمعية «أطباء حول العالم»، جمعية «مار منصور»، دار الفتوى، المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والكنسية الإنجيلية. وخصص الاجتماع للبحث في نشاط هذه الجمعيات، بغية التنسيق في ما بينها، والتعرف إلى المشاريع التي تنوي القيام بها للمساعدة في إيجاد التمويل اللازم.
وقالت عقيلة رئيس مجلس الوزراء في حديث خاص مع «الأخبار» إن المشكلة الرئيسية التي تعانيها السجون اللبنانية هي الاكتظاظ الذي يتفاقم بسبب العدد المتزايد من السجناء الاجانب، وهذه المشكلة تبدو مستعصية بسبب الكلفة العالية لترحيل الاجانب غير الشرعيين الى بلادهم، وأكثرهم دخلوا لبنان بطريقة غير شرعية، ومنهم مواطنون عراقيون ومصريون. وأضافت السنيورة أن مشكلة العراقيين تختلف عن مشكلة غيرهم، فهم لاجئون، لكن المشكلة الابرز هي مشكلة العمال المصريين الذين يدخلون إلى سوريا بدون فيزا ثم يدخلون إلى لبنان بطريقة غير شرعية. وأكثرهم من الفقراء الذين يأتون الى لبنان بحثاً عن لقمة العيش. وأعربت السنيورة عن تفهمها لوضعهم الانساني الصعب في لبنان وسوريا. فالمشكلة الابرز لدى هؤلاء، أنه لا أقارب لهم يزورونهم، وبالتالي يتحولون إلى فئة مهمّشة في السجون، بينما يزور أهالي المساجين اللبنانيين أقاربهم بانتظام ويزودونهم حاجياتهم ومأكلهم وسجائرهم وثيابهم، اما الأجانب ومَن «ما إلن حدا» (كما يسمّونهم بحسب لغة السجن) فلا أحد يسأل عنهم إلا الجمعيات الانسانيةرأت السنيورة أن الحل ليس بترحيل المصريين والعراقيين وغيرهم من العرب والاجانب غير الشرعيين، لأن بعضهم قد يعود، لكن الأمر بحاجة إلى حلّ شامل، على شكل اتفاق بين دول المنطقة يحدّ من العمالة غير الشرعية والدخول خلسة إلى شتى البلدان العربية وليس فقط لبنان، لأن هذين الأمرين يؤديان إلى المعاناة الانسانية الصعبة لآلاف العائلات. وتضع هذه الامور المؤسسات القانونية بمأزق. وقالت السنيورة إن الهدف من الهجرة غير الشرعية والعمالة من دون إجازة ليس تخريبياً أو جرمياً، فهم غادروا بلادهم وعائلاتهم ليبحثوا عن مورد رزق، لكنهم قاموا بعمل غير شرعي تنبغي معالجته،
أما السجناء العراقيون فتعنى بشؤونهم المفوضية العليا للاجئين، لكن ذلك ليس كافياً. وتضيف: نحن بحاجة إلى تكاتف الجهود لحل هذه المشكلة الانسانية.
وأوضحت السنيورة انه في إحدى الزيارات مع زوجها إلى العاصمة السويسرية بيرن في حزيران الماضي، جرى لقاء مع مسؤولين في مؤسسة Drozos التي تعنى بتحسين أوضاع السجناء الانسانية. وهذه المؤسسة اعربت عن استعدادها للمساعدة طالبة تقديم مشاريع واضحة ومدروسة تحدد فيها الحاجات والمصاريف بدقة ووفقاً لجدول زمني، وتوصف فيها النتائج المرجوة وأهداف المشروع المنوي تنفيذه. وفي هذا الاطار، عددت السنيورة بعض الجمعيات التي تسعى الى تحسين أوضاع السجون في لبنان ومنها: «عدل ورحمة» التي تقدمت بمشروع تطوير برنامج مكافحة ادمان المخدرات والممنوعات، وجمعية «مار منصور» التي تقدمت بمشروع لتحسين وتطوير المشاغل داخل السجون، و«الحركة الاجتماعية» التي تُعدّ مشروعاً لتأهيل سجن بربر الخازن في منطقة فردان في بيروت.