strong> ابراهيم عوض
يقول قطب بارز في المعارضة ان عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت باتت محسومة بعد انتهاء زيارته الى موسكو الاسبوع المقبل. وفيما يعتبر هذا القطب استئناف موسى لمبادرته «مؤشراً إيجابياً»، يتساءل ما اذا كان تحركه الجديد ناجماً عن تلقيه مؤشرات بحصول تقارب بين دمشق والرياض، لافتاً الى أن «دون ذلك صعوبة في احراز اي تقدم على صعيد حلحلة العقد التي تتحكم بالازمة» . ويوضح انه، من خلال متابعته لاجواء الاتصالات في دمشق مع اكثر من طرف عربي واقليمي، لم يتلق ما يفيد بتبدل مشهد العلاقات «الجامدة» بين المملكة وسوريا. ومن هنا يبدي شكوكه في امكان عقد القمة العربية في الرياض ما لم تسبقها عملية تطبيع للعلاقات بين البلدين مع ترجيحه حصول هذا الامر قبل الموعد المقرر للقمة في آذار المقبل.
ويصف القطب المرحلة التي ستسبق عودة موسى بأنها ستكون أقرب الى «الاسترخاء» منها الى «الهدنة»، حيث يتوقع ان يقتصر تحرك المعارضة على تفعيل الاعتصام وايلاء الخطاب السياسي في المعتصمين وعبرهم الى جمهور المعارضة وغيره اهتماماً خاصاً يقضي بأن يتوالى على الخطابة عدد كبير من اقطاب المعارضة او ممثلون عنهم، خصوصاً المنتمين الى «التيار الوطني الحر» و«تيار المردة» بعدما كثر الكلام أخيراً في أوساط الاكثرية عن الانسحاب المسيحي من الساحتين.
ولا يخفي القطب مآخذه على اداء المعارضة في الفترة الأخيرة، ما جعل البعض داخلها يتساءل ماذا بعد؟ وهل استنفدت كل الوسائل للابقاء على فعالية تحركاتها؟ كما يتوقف عند عدم مسارعة قيادات المعارضة الى عقد اجتماع موسع لتقييم احداث الثلاثاء والخميس من الأسبوع الماضي والاعداد للخطوات المقبلة، وان كان التشاور في ما بينها ما زال قائماً وحركة اللقاءات الثنائية او الثلاثية لم تنقطع، وآخرها الاجتماع الذي عقد اول من امس في الرابية بين العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية.
ويعرب القطب المعارض عن تخوفه من «استغلال السلطة والاكثرية لحالة الاسترخاء بغية تقطيع الوقت وصولاً الى شهر اذار الذي تصبح فيه مسألة عقد جلسات نيابية امراً واقعاً يتيح لها اقرار ما تريد».
ومن هنا يتعامل بحذر مع «النعومة» المستجدة في تصريحات الرئيس فؤاد السنيورة والوزير مروان حمادة تجاه المعارضة بعدما سارع الاول الى التنويه بالخطاب الاخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وبالترحيب بميثاق الشرف الذي أقره رؤساء الحكومات السابقون، وعمد الثاني الى «التأكيد بأن الأجواء الداخلية باتت تميل الى التهدئة والتوافق على الهدنة»، نافياً «وجود نية لدى قوى 14 آذار بتحويل ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 الشهر الجاري الى معركة مع المعارضة». وأمل القطب المعارض ان تكون مواقف السنيورة وحمادة صادقة ولا علاقة لها بقول الشاعر: «يعطيك من طرف اللسان حلاوة...»
وبحكم انتماء القطب الى الطائفة السنية فقد حرص على تسجيل ملاحظة تفيد بأن تبدلاً، ولو طفيفاً، طرأ على مزاج الشارع السني لمصلحة المعارضة، ظهرت ملامحه في طرابلس اخيراً من خلال الاستجابة الى دعوة المعارضة الى الاضراب يوم الخميس قبل الماضي، وكذلك في البقاع عبر مشاركة عدد لا بأس به من «سنة الأكثرية» في الندوة التي دعا اليها المركز الثقافي العربي الذي يرأسه الوزير السابق عبد الرحيم مراد لمناقشة «تداعيات اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين». ولا تفوت القطب الاشارة في هذا المجال الى ان انكفاء مجموعات من ابناء الطائفة السنية عن «تيار المستقبل» لا يعني انضمامها الى المعارضة بعدما آثرت الوقوف على الحياد في الوقت الحاضر، عازياً هذا الانكفاء الى المواقف التي يطلقها حلفاء التيار خصوصاً رئيس «اللقاء الوطني» النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب السابق فارس سعيد، على غرار ما قاله جنبلاط في مقابلة تلفزيونية اجريت معه أخيراً عن قبوله ببقاء اسرائيل ورفضه للمقاومة والتهجم عليها.
وانتقد القطب أداء بعض المفتين وخطابهم السياسي الذي جعل منهم طرفاً في النزاع، متخلين بذلك عن دورهم الريادي والجامع لابناء الطائفة والمقرب في ما بينهم. ولوّح بالدعوة مجدداً الى عقد اجتماع لقيادات المعارضة من الطائفة السنية للبحث في ما ينبغي عمله وكيفية التعاطي مع هذه القضية على غرار اللقاء الذي تم في منزل مراد قبل اكثر من شهرين.