strong>يتحول عدد من المباني في مناطق مختلفة من العاصمة إلى مراكز لتجمع عشرات الشبان من مناطق الشمال والبقاع والإقليم، تحت عنوان إنشاء شركة حماية أمنية خاصة. ويقول بعضهم إنهم أتوا «للدفاع عن بيروت»
التحرك بعكس وجهة السير في شارع الصيداني في منطقة الحمرا بمدينة بيروت يوصل إلى مبنى «ماي فير». يفصل بينه وبين مبنى «جان دارك» منزل تظهر عليه آثار زمن تغيّرت فيه المدينة، وانتقلت من وجهة إلى اخرى. كان مبنى «جان دارك» يضم المركز الرئيس للحزب السوري القومي الاجتماعي إبان الحرب الأهلية وخلال عدة سنوات من «السلم»، قبل انتقال المركز المذكور إلى منطقة الروشة، قرب مبنى تلفزيون «المستقبل». وبعد وصول فؤاد السنيورة إلى رئاسة الحكومة، تحول شارع الصيداني إلى جزء من مربع أمني محيط بمنزل دولة الرئيس. ويقع مبنى «ماي فير»، الملاصق لمستشفى الخالدي، في قلب هذا المربع. وتتحدث المعلومات، التي استقتها «الأخبار» من أصحاب المحال التجارية وسكّان الشارع المذكور، عن أن مبنى «ماي فير» تحول، بعد «الاشتباك» الذي حصل في محيط الجامعة العربية، إلى مركز لتجمع أكثر من مئة شاب «من خارج بيروت». المبنى، الذي كان يملكه ر. ع.، وكان يؤجره كشقق مفروشة، انتقلت ملكيته، بعد مشاكل مالية تعرّض لها المالك، إلى بنك البحر المتوسط، كما ذكر سكان المنطقة. وخلال الأسبوعين الماضيين، حضر إلى الفندق المذكور، حسب روايات الشهود، ما يزيد على مئة شاب من خارج المنطقة، يتحدث بعضهم بلهجة شمالية وبقاعية. استقدم قسم منهم بواسطة فانات نقل، والقسم الآخر أتى كمجموعات صغيرة العدد (اثنان أو ثلاثة)، وذلك أيام الخميس والجمعة والسبت (25، 26 و27 كانون الثاني 2007). وذكر عدد من الشهود أن قدومهم تزامن مع تفريغ مستودع المبنى من بضاعة كانت معروضة في محالّ كانت تابعة للفندق المذكور. وذكر شاهد أن أحد المقيمين في الفندق قال له إنهم أتوا «للدفاع عن بيروت». لكن «المدافعين» عن بيروت لا يعرفون المنطقة، حسب ما قال أحد أبنائها الذي ذكر أن عدداً منهم كانوا يأتون إلى الشارع ويسألون عن المبنى المذكور، ومنهم «من لا يعرف لفظ كلمتي My Fair». وعندما ازدادت أسئلة الوافدين، وقف عدد من «العناصر» على زوايا الشارع ليرشدوا زملاءهم إلى المكان المقصود. وذكر شاهد آخر أن سيارات من مطعم «سقراط» تزوّد «نزلاء الفندق» الجدد بالطعام. كما ذكر أن العميد المتقاعد من الجيش اللبناني غ. ب. يتردد إلى المبنى المذكور. كما قال أحد الشهود إن عنصرين يقفان بشكل دائم أمام المبنى، ويمنعان السيارات من التوقف أمامه، وإنه رأى مسدّساً على وسط أحدهما. وهذا بالفعل ما يمكن ملاحظته، حيث توضع أمام المبنى عوائق حديدية مكتوب عليها عبارة «ممنوع الوقوف». وفي محاولة من «الأخبار» لسؤال «نزلاء» المبنى عن المعلومات التي تتردد حوله، توجه أحد مندوبيها إليه، حيث كان يجلس في غرفة الحرس شابان، «استنفرا» أثناء دخوله ولحقا به مباشرة. دخل مندوب «الأخبار» ليجد شابين يجلسان خلف طاولة الاستقبال، ويحملان أجهزة اتصال لاسلكي. عرّف المندوب عن نفسه، وطلب التحدث مع المسؤول عن المبنى، فرد أحدهما أنه غير موجود. وعندما سئلا عن رقم هاتف «المسؤول» ردا بأنهما لا يعرفانه، وأن اسمه وليد، ولا يعلمان اسم عائلته. وعندما سألهما عن نزلاء المبنى ـــــ الفندق، ذكرا أنه فارغ ولا أحد فيه وأنهما موجودان فقط لحماية المبنى، بصفتهما موظفين في شركة حماية أمنية تدعى «S.P». اللافت في الموضوع، أن في المبنى أكثر من 20 غرفة تضاء ليلاً، ولا يرتدي الشابان، ولا زميلاهما الموجودان خارج المبنى، ما يشير إلى أنهما يعملان في شركة أمن خاصة. غادر المندوب بعدما ترك اسمه ورقم هاتفه مع الشابين، طالباً منهما إيصاله «للمسؤول» عن المبنى.
إلى ماذا تحول مبنى «ماي فير»؟ وهل هو جزء من سلسلة مراكز، مثل المبنى المقابل لقصر خوري في منطقة برج المر، ومحيط شركة أوجيه لبنان قرب عين التينة، ومقابل مبنى البريد في منطقة شوران في رأس بيروت، وأحد مباني منطقة رأس النبع، يتجمع فيها عناصر من أحزاب وتيارات موالية للسلطة استقدموا من خارج بيروت وجرت تعبئتهم تحت شعار أن يوم 14 شباط سيشهد «كنس المعتصمين من الساحات»؟ أم أن إنشاء شركة أمن خاصّة للدفاع عن بيروت مباشرة بعد وقوع اشتباكات الجامعة العربية واقتراب موعد 14 شباط مجرّد صدفة؟
(الأخبار)