السنيورة: الحل بالتلاقي لا بالانفعال
«نحن أطفال لبنان وشبابه، اجتمعنا معاً من كل الطوائف والمناطق لنقول كلمتنا، لا نريد عنفاً أو انقساماً أو اقتتالاً أو فتنة... أبعدوا الخوف والحقد عن شوارعنا ومقاعد مدارسنا»، بهذه العبارة استهلّت جمعية «فرح العطاء» نداء السلام الذي أطلقته من أجل إحلال السلام في لبنان، تحت شعار «وحدتنا خلاصنا»، وخصّت به السياسيين الـ14 الذين اجتمعوا حول طاولة الحوار لـ«إبعاد العنف والحرب والفتنة» عن لبنان.
ومن أمام المتحف الوطني، توزّع الأطفال على 12 فريقاً، وقصدوا عدداً من المسؤولين وسلّموهم رسالة السلام، وهم: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، النواب: ميشال عون، سعد الحريري، وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وحظيت هذه الخطوة اللافتة، توقيتاً ومضموناً، باهتمام المسؤولين، الذين أجمعوا على الترحيب بالمبادرة التي تحمل في طياتها صورة عن الحلّ الذي ينشده اللبنانيون. فقد أكد بري أن الإشكالات التي يعانيها لبنان مردّها الى كون بعض المسؤولين «يستجدي الحلول من الخارج، بدلاً من أن يتفهّم الداخل، وهو يتظاهر بالحرص على الداخل من أجل استثماره في الخارج»، مؤكداً أن «ميزة لبنان في تعدّد طوائفه، ومصيبته في طائفيته»، وأن سياسييه «لو تمتعوا بالحسّ الذي لدى الجمعية، لوفّروا الكثير من المشاكل على البلد».
بدوره، رأى السنيورة أن مشاكل لبنان «لا تحلّ بالخطابات النارية والتصريحات والانفعال، بل بالتلاقي والحوار»، معرباً عن تقديره لبادرة الأطفال بالقول: «أنتم تتحدثون بضمير كل اللبنانيين، وأنا أضم صوتي الى صوتكم، وسأسعى في الخط نفسه، وسأستمر بهذا المسار مدركاً أنه ليس هناك من خيار آخر غير هذا الطريق».
ورأى عون أن في لبنان شرعة حكم و«من لا يريد أن يحترمها، فليترك موقعه تفادياً للفتنة»، متمنياً عليهم «أن يقلعوا عن هذا الأسلوب ويحترموا الدستور».
وبعدما تسلّما الرسالة لنقلها الى الحريري، لفت النائبان وليد عيدو ونبيل دو فريج الى أن «الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان حريصاً على السلم الأهلي والوحدة بين اللبنانيين، قولاً وفعلاً»، مؤكدين أن نجله «حريص على متابعة رسالة المحبة والوحدة والاعتدال والعطاء».
وباسم جعجع، شكر النائب أنطوان زهرا للجمعية مبادرتها، قائلاً: «نحن نعمل في إطار المنطق الذي تحدثتم به. وإذا كان هناك أي خطأ في الممارسة، فسنعمل على إصلاحه».
نصّ «رسالة السلام»
«نحن أطفال لبنان وشبابه، اجتمعنا معاً من كل الطوائف والمناطق لنقول كلمتنا، لا نريد عنفاً أو انقساماً أو اقتتالاً أو فتنة... أبعدوا الخوف والحقد عن شوارعنا ومقاعد مدارسنا..
يا زعماءنا، تواضعوا ومارسوا السلطة كحكماء، فوحدتنا خلاصنا. حوّلوا التهم المتبادلة الى حوار وتفاهم. جئنا اليوم لنقول: نحن جسر تواصلكم وتلاقيكم..
نناشدكم، اتركوا المصالح الخاصة والحسابات الشخصية، إستنفروا جهدكم في حل مأساة الوطن.
يوم الخميس الماضي، سال الدم بغزارة في شارع ضيق في بيروت. ماذا سيحصل لو تكرّر هذا في كل شوارع لبنان؟ وماذا يضمن عدم تكراره؟.. بحبنا لكم، غلّبوا تسامحكم على كبريائكم، وابنوا جسور المودة والتواصل بينكم.
غنى بلدنا في تنوّع أهله داخل وحدته، وقيمتنا كلبنانيين أننا جبلنا على الاختلاف.. وقيمة قيمتنا أننا شركاء، ليس فقط في السياسة، بل في كل صور وجودنا.. اتركوا لمستقبلكم الآتي فسحة أمل حالم وحياة كريمة.. فمستقبلكم الآتي هو نحن».
(وطنية)