إبراهيم عوض
الإفراج عن اثنين من الموقوفين في قضية ضبط مخزن صواريخ في البقاع الغربي

لم يمضِ أسبوع على قيام رئيس المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» النائب السابق أسعد هرموش بزيارة إلى كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، حيث عرض معهما قضية ضبط كميات من الصواريخ عائدة للجماعة في البقاع الغربي وتوقيف أربعة من أفرادها، حتى فوجئت الأوساط السياسية بخبر انتخاب رئيس جديد للمكتب المذكور، هو الدكتور علي الشيخ عمارابن مدينة صيدا الذي سبق له أن شغل هذا المنصب قبل سنوات خلفاً للمهندس عبد الله بابتي، وخاض الانتخابات النيابية عام 2000 ولم يوفق.
وتباينت الآراء داخل الجماعة حول أسباب هذا التغيير. ففيما يرى فريق أن المسألة لا تعدو كونها إجراء روتينياً في إطار العملية الانتخابية التي يجريها مجلس الشورى كل ثلاث سنوات، لافتاً إلى إعادة انتخاب الشيخ فيصل مولوي أميناً عاماً للجماعة ونائبه ابراهيم المصري لولاية جديدة وحصول تعديلات في المواقع الرئيسية الأخرى داخل المجلس سيصار إلى الإعلان عنها في بيان تفصيلي يتوقع صدوره اليوم أو غداً، رأى فريق آخر أن ما جرى لهرموش جاء نتيجة تقويم متأنٍّ لأداء مسؤولي القيادة التنفيذية وأعضائها.
وعلمت «الأخبار» أن مجموعة انتقادات وملاحظات طالت حركة هرموش ومواقف صادرة عنه أبرزها ما جرى يوم مشاركته في تشييع الوزير الراحل بيار الجميل واعتلائه المفاجئ لمنصة الخطباء وارتجاله كلمة حولت الجماعة من فريق محايد يسعى لدور توفيقي، إلى طرف منحاز يتبنى مواقف 14 آذار، الأمر الذي أثار بلبلة في صفوف الجماعة فتداعى مكتبها السياسي إلى اجتماع طارئ شهد نقاشات حادة حرص أعضاؤه على عدم البوح بها إلى الإعلام، مكتفين ببيان أرادوا منه إصلاح ما أفسده هرموش.
وذكرت المعلومات أن محاولة الجماعة يومها إعادة تصويب موقفها بالتأكيد على أن «مشاركتها في التشييع لا تعني انحيازها» والتشديد على «بقائها في الموقف الوسطي» لم تحل دون توعد عدد من أعضاء مجلس الشورى بـ«الاقتصاص» من هرموش و«التخلص» منه عند أول محطة انتخابية.
هرموش يستغرب الضجة التي رافقت خروجه من رئاسة المكتب السياسي، ويوضح لـ«الأخبار» أن هذا الخروج إنما تم بطلب منه وحتى يتمكن من التقاط أنفاسه ويستريح قليلاً بعد أن أمضى ست سنوات في هذا المركز. وفيما يعترف بأن ما قام به خلال توليه المهمة المذكورة لم يرق البعض، وهناك من سجل ملاحظات على أدائه، يذكّر بأن ما حصل معه يوم تشييع الجميل كان «ابن ساعته» بعد أن تلقى دعوة من الوزير مروان حمادة لإلقاء كلمة في «ساحة الحرية» لم يخرج فيها عن سياق المواقف المعروفة للجماعة، وخصوصاً من المحكمة الدولية.
ويسخر هرموش مما يتردد عن تلقيه دعماً مالياً من «تيار المستقبل» ويقر بأنه متعاطف معه في قضايا عدة أهمها ضرورة إقرار مشروع المحكمة «وهذا أقل ما يمكن عمله وفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري». كما يشير إلى أنه يختلف مع هذا التيار في مسائل أخرى. وأخذ على المعارضة اعتمادها لغة التخوين وتسمية الحكومة بأنها «حكومة فيلتمان».
وفي ما يتعلق بمسألة ضبط صواريخ عائدة للجماعة وتوقيف أربعة من أفرادها في البقاع الغربي ومنطقة العرقوب قال هرموش «إن اثنين من الموقوفين أطلقا ووعد الرئيس فؤاد السنيورة بإجراء الاتصالات مع الجهات القضائية والأمنية للإفراج عن الآخرين»، لافتاً إلى أن الصواريخ التي ضُبطت هي صواريخ للمقاومة «ومن المعيب توقيف ما له علاقة باحتضان ودعم العمل المقاوم. وقد رددنا على من أبلغنا تعذر إعادة الصواريخ إلينا وإبقاءها في عهدة الجيش بـ«لا بأس نحن والجيش واحد».