وجّه نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم رسالة إلى قوى السلطة، مفادها استحالة اعتماد سياسة «الغالب والمغلوب» في لبنان، لأن سياسة الإلغاء «لم ولن تنفع»، مختصراً موقفه بالقول: «إما أن نكون معاً، وإما أن لا يكون لكم قدرة على أخذ لبنان حيث تريدون».ودعا قاسم الى «التفتيش عن رأس الفتنة، من غير السنّة والشيعة»، أي عن الذي «لا يستطيع أن يكون له دور أو مكانة، لقلّة العدد وعدم القدرة السياسية وعدم وجود شيء في الدستور يساعده على أن يكون رقماً فاعلاً»، مؤكداً أن محرّك الفتنة يسعى لأن «يبقى له دور، ويأخذ في المعادلة ويؤثر، حتى لو انهار الجميع».
وخلال كلمة ألقاها في ذكرى أسبوع شهداء المعارضة الوطنية اللبنانية الثلاثة الذين قضوا في محيط جامعة بيروت العربية، حدّد قاسم المدخل لحلّ الأزمة القائمة في لبنان بثلاثة عناوين: «أولاً، إيجاد الطرق العملية لتحقيق المشاركة المتوازنة التي تسلب قدرة التفرّد عند أي طرف من الطرفين. ثانياً، إنجاز الخطوات العملية التي تؤدي الى إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، بشرطين: أن لا تكون محكمة سياسية بل جنائية، وفق القواعد الدستورية المعتمدة في لبنان. ثالثاً: إعادة إنتاج السلطة بانتخابات نيابية مبكّرة وبقانون عادل، كي لا نبقى في دائرة الحديث عن أغلبية وأقلية، بل نعيد الأمور الى المجلس النيابي الذي تتوزّع فيه القوى بحسب التمثيل الشعبي»،
مشيراً إلى ضرورة «أن يتواضع الجميع، في طريقة موضوعية، لتقديم تنازلات مشروعة متبادلة». ورأى قاسم أن أية تسوية يجب أن تكون ضمن أربع قواعد أساسية: «رفض الوصاية الأجنبية من أية جهة كانت، رفض التسلّط من أي فريق على فريق آخر، رفض أن يكون لبنان جزءاً من منظومة سياسية في المنطقة تدخل في معادلتها، وأن لا يكون لبنان معبراً لتصفية الحسابات المحلية أو الإقليمية أو الدولية».
وإذ رأى أن العمل بالعناوين الثلاثة التي طرحها، ضمن القواعد الأربع التي حدّدها، يمكّن اللبنانيين من «أن يخطوا خطوات الى الأمام»، جدّد الترحيب بكل مبادرة عربية أو إسلامية في إطار الحل، قائلاً: «نرحّب بأي مبادرة إيرانية ــ سعودية أو عربية، على أن ندخل في المفردات التفصيلية وأن يبدأ النقاش بشكل علمي، لا أن يدعو البعض الى التمسك بالمبادرة العربية ثم يفرغها من المحتوى ولا يعطي شيئاً».
ودعا قاسم الى ضرورة رفض «استحضار تجربة العراق في لبنان»، لأن الفتنة السنية ــ الشيعية، إن حصلت، فهي «دمار في لبنان، لن تبقي شيئاً، لا للشيعة ولا للسنة»، مضيفاً: «اتركوا الفتنة محاصرة في العراق، ولا تمدّوها الى لبنان الموقع المؤثر في كل استقرار المنطقة».
وخاطب أهل السنّة بالقول: «أنتم معنا في مصير واحد، وما يصيبنا يصيبكم... وفي موضوع الحكم، ندعو الى المشاركة ولا نواجه رئاسة الحكومة السنية»، مضيفاً: «لا يكفي أن نقول لا للفتنة، بل يجب أن نعمل لنقطع أيدي المفتنين في ساحتنا».
وفي شأن تحرك المعارضة، أشار الى أنها «مستمرة، مع كل الصعوبات والتعقيدات، وبالأساليب المناسبة والخطوط الحمراء التي وضعتها لتحركها»، لأن «إنقاذ لبنان، ببعض العناء والتعب، أفضل بكثير من الخراب الذي سيأخذوننا إليه لو خرجت المعارضة من الشارع»، داعياً أهل السلطة الى عدم الرهان على الوقت والدعم الدولي، إذ ان «نفَسنا طويل».
كما طالب «الأكثرية» بضرورة «الاعتذار العلني، بل بالمحاسبة والمحاكمة»، على أذيّتهم المقاومين، أثناء حرب تموز وبعدها، مطالباً إياها بضرورة التفاهم حول العناوين الثلاثة التي طرحها، لـ«طي الصفحة لمصلحة لبنان».
(الأخبار)