li>“جماعة جنبلاط” غابوا... وأقطاب يشترطون شمولهم بجولة المطارنة
عقد مسيحيو 14 آذار لقاء أمس، هو الثاني من نوعه، في مقر قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في بزمار، غاب عنه مسيحيو “اللقاء الديموقراطي” وتيار “المستقبل”، وأعلنوا اثره دعمهم ميثاق بكركي، الا أنهم أحجموا عن توقيعه

رفض مسيحيّو السلطة توقيع ميثاق الشرف الصادر عن بكركي. واختلف هؤلاء بعد اجتماع لهم في مقر قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع على الخطوات العملية من المبادرة، فيما بدا إحراجاً لجعجع ولبعض المرشحين للرئاسة من النواب والشخصيات التي اعترضت على عدم شمول اللجنة البطريركية الثلاثية لهم بزياراتها. علماً بأن الاجتماع غابت عنه الشخصيات التي تعود مرجعيتها الى النائب وليد جنبلاط الذي لا يرغب في عقد اجتماعات مسيحية صِرفة من زاوية أنه «الخطأ الذي لن يتكرر لأن 14 آذار جسم سياسي متكامل».
وعلمت “الأخبار” أن نقاشاً حامياً شهده الاجتماع ولا سيما بين النواب بطرس حرب ونسيب لحود والآخرين على خلفية عدم قيام اللجنة الثلاثية التي تضم المطارنة سمير المظلوم ويوسف بشارة وبولس مطر بزيارات الى القيادات المسيحية كافة. وربط هؤلاء بين توقيعهم ميثاق وحصول نقاش مباشر معهم، وهو الأمر الذي يبدو متعذراً بحسب مصادر قريبة من الكنيسة، التي تقول إن الأمر لا يحتاج الى هذا القدر من المبالغات، وإن الوضع على الأرض يتطلب عملاً دؤوباً من جانب القوى الفاعلة على الأرض.
وقالت مصادر مشاركة في الاجتماع إن جعجع كان أول من ربط التوقيع بمشاركة الجميع في اللقاءات مع بكركي وإنه سمع أن البطريرك الماروني نصر الله صفير لا يريد توقيعاً بقدر ما يريد التزاماً. لكنّ لحود وحرب أكدّا أنهما غير معنيين بالأمر لأنهما ليسا في أجواء ما يحصل. واعترض أحد المشاركين على اقتصار اتصال اللجنة الثلاثية بالوزيرة نايلة معوض فرد أحد الحاضرين بأن الأمر يتعلق بحساسيات منطقة زغرتا. واتفق في نهاية الأمر على تأليف لجنة تُطلع صفير على مضمون الاجتماع.
وفي موضوع المشاركة في ذكرى 14 شباط، حصل نقاش انتهى إلى ضرورة الوقوف على رأي النائب سعد الحريري وما ينوي القيام به في المناسبة وعدم اعتبار ما أعلنه الوزير مروان حمادة بمثابة قرار ملزم، كما حصل نقاش في شأن كيفية التوفيق بين حشدين كبيرين واحد في 14 شباط وآخر في 14 آذار المقبل. من جانبه أكد النائب أنطوان زهرا لـ“الأخبار” التزام روح الميثاق، وعدم تصعيدهم ضد «حركات المعارضة الاستعراضية» فيما «غيرنا يوقع الميثاق من جهة ويدعي القدسية، ولا يسلّم من جهة ثانية الشاب الذي قُتل، ويستمر في استعمال عدّة العمل التي سرقها من وزارة الداخليّة”.
وكان رؤساء الأحزاب والنواب والشخصيات السياسية المسيحية في “قوى 14”، يتقدمهم نواب “القوات اللبنانية” والوزيران نايلة معوض وجو سركيس، قد توافدوا إلى مقر جعجع في بزمار. وعقدوا اجتماعاً استمر أربع ساعات، هو الثالث من نوعه، بعد الاجتماع الأول عند الرئيس أمين الجميل والثاني في منزل جعجع في الأرز. ثم انقطعت الاجتماعات أكثر من تسعة أشهر ، إثر وصف النائب وليد جنبلاط اجتماعهم بـ«الخطأ الذي لن يتكرر لأن 14 آذار جسم سياسي متكامل». الأمر الذي قلّل زهرا من أهميته، مؤكداً أن «من حق جنبلاط أن ينتقد ما يريده، ومن حقنا أن نؤيد ما نريده»، وقال رداً على سؤال «يرضى (جنبلاط) أو يزعل ليست هي المشكلة، وخصوصاً أن تحالفنا والزعيمين الحريري وجنبلاط لا يتوقف على كلمة إضافية أو كلمة ناقصة”.
وبرز غياب النائب السابق غطاس الخوري أو أي ممثل آخر عن مسيحيي“المستقبل”، والنواب سمير فرنجية، جواد بولس، الياس عطا الله، ونائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانيّة جورج عدوان عن الاجتماع وبرّر زهرا غياب الأخير بارتباطه بمواعيد، وغياب فرنجية وعطا الله بعدم حضورهما اجتماعات مسيحية صرفة.
ورحب المجتمعون بميثاق الشرف الصادر عن بكركي، لكنهم لم يوقّعوه لأنهم، بحسب عضو كتلة القوات اللبنانيّة النائب أنطوان زهرا «في غنى عن الاستعراض الذي يقوم به الآخرون محاولين استعادة الشعبية التي فقدوها، ولأن الميثاق مسودة اتفاق يوقع في بكركي كما ورد في مقدمته، ولأن موقف بكركي الشاجب والرافض لوجودهم في الشارع، ملتقٍ مع موقفنا، وأهم من كل ميثاق».
وشدد المجتمعون على أن «لا سبيل الى أي حل سوى بالابتعاد عن الوسائل والأساليب غير الديموقراطية والعودة الى الحياة الدستورية البرلمانية الحقة». ورأوا أن الحل يكون بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب كخطوة أولى طبيعية للخروج من «منطق العنف واللاديموقراطية وتهديد السلم الأهلي الى المنطق الديموقراطي السليم». ورأى المجتمعون “في اتفاق الطائف المرجعية الوحيدة لإعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية على أسس الشراكة الكاملة والسيادة المطلقة والاستقلال الناجز”، وأعلنوا رفضهم “كل المحاولات والصيغ والتهديدات المباشرة وغير المباشرة لإفراغه من مضمونه او تعديله بما يمس جوهر الصيغة التي تم الاتفاق عليها بين اللبنانيين لإنهاء الحرب”. ودعوا “الى احترام الآليات الدستورية والمؤسساتية التي نص عليها الدستور اللبناني في ادارة شؤون لبنان على الصعد كافة، ولا سيما في استكمال عملية إعادة تكوين سلطة ما بعد مرحلة الاحتلال العسكري والوصاية السياسية، بدءاً بإلغاء مفاعيل تمديد ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود، ومروراً بأصول التغيير الحكومي ووصولاً الى قانون للانتخاب عادل يساوي بين اللبنانيين ويضمن صحة تمثيل عائلاتهم الروحية وتوجهاتهم الحزبية والسياسية”.
وكشف زهرا أن «الاحتفال» لن يتم الا عند ضريح الحريري. وقال إنهم سيدعون «من يجب أن يدعى من الشعب اللبناني للمشاركة». وأكد رداً على سؤال “أنهم سيبقون على سياستهم نفسها، من حيث تحييد الرئيس نبيه بري”. ورأى أن وقائع الثلاثاء الأسود تثبت أن المواقع التي «تظاهر فيها التيار الوطني الحر منفرداً لم يحدث فيها أي صدامات، وقد وقع الصدام مع ميليشيات تابعة لـ«حزب الله»، ومع أحزاب سوريا التي لا تزال تحمل السلاح لا بين فريقي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر”.
(الأخبار)