رداً على ما أورده نائــــــب الأميـــــــن العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في الخطاب الذي ألقاه في ذكرى ضحايا جامعة بيروت العربية، أول من أمس، والذي أكّد فيه أن «سياسة الإلغاء لم ولن تنفع»، داعياً الى «التفتيش عن رأس الفتنة» خارج إطار الشيعة والسنّة، تقاسم عضوا «اللقاء الديموقراطي» النائبان أكرم شهيّب وعلاء الدين ترو الأدوار في توجيه الانتقادات لقاسم، وحزبه «الشمولي». فيما تولت «مؤسسة العرفان التوحيدية» مهمة الدفاع عن مذهب الموحّدين الدروز الذي «لا يقبل بأن يعامل كأقلية ليس لها دور ولا مكانة».فقد انتقد شهيب خطاب قاسم الذي «يرسم خريطة الطريق الى فتنة مذهبية، بلهجته التي ازدادت تشنّجاً وتوتّراً، على عكس اللهجة الهادئة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وخصوصاً بعد اللقاء السعودي ــ الإيراني»، متسائلاً: «هل هي مسألة توزيع أدوار وتكتيك، أم المسألة هي الإبقاء على العروة الوثقى مع نظام آل الأسد؟».
واعتبر شهيّب أن أسلوب الشتائم والتخوين «يعكس أزمة ضيق أفق هذا الحزب الشمولي»، وطمأن قاسم الى أن «لعبة التفريق بين حلفاء الصف الواحد في 14 آذار باتت قديمة وسخيفة، لأن ما يجمعنا أقوى بكثير من أحلام مذهبية في تحويل دويلته إلى دولة قابضة».
بدوره، رأى ترو أن قاسم «لا يتلكّأ عن مهمته في استغلال المناسبات ليرفع منسوب التحريض العام الذي أصبح من ركائز خطبه»، واصفاً إياه بأنه «شيخ التحريض الدائم». ورأى «أن من يريد الإلغاء هو من يسعى الى إلغاء لبنان وتدميره، وهو يمتلك قرار الحرب والسلم ويعطّل البلاد على مدار السنة»، متسائلاً عن المقصود بصاحب الفتنة: «هل يقصد بذلك من يتربع على عرش نظام دمشق ويحكمه بالحديد والنار؟».
وتوقّفت «مؤسسة العرفان التوحيدية» أمام «الحملات المغرضة التي تطلقها ألسنة بعض القياديين والمغرورين»، لافتة الى أن قاسم «جافى الحقيقة والأمانة، وتجاهل ما يمثّله قائد كوليد جنبلاط» في خطابه.
وأشار البيان الذي أصدرته المؤسسة الى تلميح قاسم إلى«أن من لا يستطيعون أن يكون لهم دور أو مكانة، هم من يحرّكون الفتنة، لا السنّة ولا الشيعة، لقلة عددهم وعدم وجود شيء في الدستور يساعدهم على أن يكونوا رقماً فاعلاً، ويحاولون أن يكون لهم دور من خلال الفتنة»، لافتاً الى أنه «من المفيد لهؤلاء المتكلمين بصوت عال والساعين الى الفتنة الحقيقية، بألسنة حلوة أحياناً وبخبث مرات عديدة، أن يتيقنوا من أنه لا أحد من قادة الدروز يقبل بأن يُعاملوا كأقلية ليس لها دور ولا مكانة كما يحاولون تصويرها. ولا يقبل أحد منا الانجرار وراء فتنة يريدها هذا أو ذاك ظناً منهم أنهم بذلك يبعدون الصدام بين السنّة والشيعة ويجعلونه في مكان آخر».
وختمت المؤسسة بسؤال الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية: «هل ما يقوم به وكلاؤها في لبنان يخدم قضية إيران ولبنان»، مشددة على أن «تدرس إيران الأمر ملياً وأن تتخذ القرار الحكيم، تحقيقاً لمبادئها، بعيداً من التطرف والانغلاق».
(وطنية)