strong> بسام القنطار
حسناً، المعتصمات عصر أمس، أمام المتحف الوطني، عددهن لا يزيد على 150 سيدة. لا بأس، لا أحد يزايد في الأعداد عند درج المتحف، هناك اجتمعن من مختلف الجمعيات والهيئات النسائية تحت اسم «هيئات وفعاليات نسائية لبنانية» عند الدرج الذي بات ملتقى «الخائفون والخائفات» من تجدد الحرب الأهلية اللبنانية. أحداث ما بات يعرف اصطلاحاً بـ«يومي الثلاثاء والخميس» كانت سبب هذا التحرك السريع الذي حمل عدة شعارات منها: «نعم للوحدة الوطنية»، «لا للعودة إلى الحرب الأهلية»، «لا للشحن الطائفي والمذهبي»، «نحن أيضاً لنا كلمتنا: لا نريد حرباً أهلية» و«نعم للسلم الأهلي». كلمة الهيئات والفعاليات النسائية وزعت على الحضور، ربما كان يحتاج قرار انتداب إحداهن لتلاوتها مزيداً من التنسيق، إضافة إلى أن الاعتصام كان يهدف إلى إظهار أكبر قدر من الإجماع النسائي على رسالته ومضمونه، ومجرد انتداب سيدة لتلاوة البيان قد يشكل ترميزاً أو تصنيفاً سعت المعتصمات قرابة متحفنا الوطني إلى إخفائه. بماذا تطالب نساء لبنان؟ «تدين الشحن الطائفي والمذهبي الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وتناشد اللبنانيين واللبنانيات عدم الانجرار إلى فتنة تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية جديدة. تطالب السلطة والقيادات السياسية التوقف عن الشحن الطائفي وتبادل التهم».
الهيئات النسائية دعت «وسائل الإعلام المرئية منها على وجه الخصوص، للتحلي بروح المسؤولية القصوى والامتناع عن صب الزيت على النار». وختم البيان: «نرفض الاقتتال وسيلةً لتحقيق الأهداف السياسية وتطالب كل القيادات السياسية العودة إلى لغة العقل للوصول إلى حل وطني لا طائفي يحمي الشباب من الموت أو الإعاقة والوطن من الضياع». نائبة رئيسة المجلس النسائي اللبناني سناء الصلح قالت لـ «الأخبار»: لا نريد لأولادنا أن يشحنوا طائفياً ومذهبياً، ونحن كهيئات مجتمع مدني نرفض عودة الحرب الأهلية». غيدا عنان، من جمعية «كفى عنف واستغلال»، رأت «أن التحرك يستند إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1320 الذي يؤكد على إشراك النساء في عمليات صنع السلام والنساء قادرات دائماً على بناء مناخ المصالحة والثقة». ماري الدبس، رئيسة منظمة وردة بطرس للنساء الشيوعيات، اعلنت عن توسيع التحرك عبر دعوة معوقي الحرب لتقديم تجربتهم المريرة التي نتجت من ويلات الحرب الأهلية». فوزية العبد الله سألت: «لماذا الأكثرية الصامتة لا يؤخذ برأيها؟» وأضافت: «مطلبنا نظام علماني بعيد عن التعصب». منى مراد من رابطة المسؤولية المدنية طالبت «بوقف حمام الدم، لأننا نريد بناء لبنان معافى، ولكن بأساليب ديموقراطية توفر الدم الغالي».
نور سلمان، رئيسة الهيئة الوطنية للطفل اللبناني أكدت «أن الصوت الحر سوف يبقى مرتفعاً، فكما ارتفع قبل بدء الحرب الأهلية عام 1975سيبقى مرتفعاً اليوم، لأن الخلل يكمن في عدم وجود مقومات للوطن، ونحن اليوم نريد أن نبرهن أن هناك صوتاً جامعاً فوق الطائفية».