strong>عمر نشابة
وصل إلى مطار بيروت عدد كبير من الطرود الموجهة إلى السفارة الاميركية ولم يعلم بالتحديد ما في داخلها: معدات كهربائية أم دروع وخوذات واقية إلى قوى الأمن الداخلي؟ ما هي أسباب هذا اللغز؟

علمت «الأخبار» أن 750 طرداً مرسلة إلى السفارة الأميركية في بيروت، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي، بواسطة شركة شحن سويسرية تدعى PANALPINA. ولم نتمكّن من تحديد يوموساعة وصول الطرود لكنها كانت موجودة في أحد مخازن المطار حتى ظهر أمس. وكانت السفارة الأميركية في عوكر قد أرسلت أخيراً كتاباً الى السلطات الجمركية اللبنانية تعلمها أن 750 طرداً تحتوي «قطع معدات كهربائية» موجهة إليها وتطلب بالتالي إعفاء هذه البضاعة من الضرائب والرسوم الجمركية. استجابت السلطات الجمركية للطلب الأميركي، وأصدرت إدارة الجمارك في المطار أول من أمس قسيمة إعفاء لـ750 طرداً وحدّدت نوع البضاعة التي تحتويها بـ«قطع معدات كهربائية». وأرسلت نسخة عن القسيمة الى السفارة الأميركية في عوكر كما كلّف «كشّاف» تابع للجمارك ويتعامل عادة مع السفارة بالكشف على الطرود قبل تسليمها إليها.
لكن أثناء «الكشف» على الطرود في أحد مخازن مطار بيروت لاحظ أحد الموظفين أنها تحتوي دروعاً واقية للرصاص ومعدات اخرى منها عصي كهربائية وأشياء لم يعرف ما هي، فأبلغ رؤساءه بأن محتويات الطرود لا تتوافق مع ما ورد في قسيمة الإعفاء الجمركية. وحرّر «الكشاف» محضراً بهذا الخصوص يصف فيه مضمون الطرود فتمّت مصادرتها. وأبلغت سلطات الجمارك في المطار مديرها العام العميد أسعد غانم بالموضوع فأمر بنقل البضاعة الى الحجز في هنغارات خاصة ريثما يصار الى إيجاد حلّ وكشف سبب التفاوت بين المعلومات التي قدمتها السفارة الاميركية في كتابها الى الجمارك والمعلومات التي دوّنها موظفو الجمارك بعد كشفهم على محتويات الطرود. وأعلمت الجمارك السفارة الاميركية بأن محتويات الطرود لا تطابق ما ورد في البرقية وأن الافراج عنها يتطلب قراراً قضائياً والاتصال بالنيابة العامة التمييزية.
وتزامنت هذه الحادثة مع دعوة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الإعلاميين الى حضور حفل تسلّمها هبة من السفارة الاميركية في بيروت بعد ظهر اليوم تشمل ستين سيارة من نوع «فورد اكسبلورر» ولباساً خاصاً بمكافحة الشغب بالاضافة الى عشرين سيارة مصفّحة تابعة لقوى الأمن قامت السفارة بصيانتها وتطويرها. وعلمت «الأخبار» أن الجزء الاكبر من هذه الهبة مخصّص لقوة مكافحة الشغب و«فهود» قوى الأمن.
يبدو أن الطرود قد تحتوي على عتاد لا يقتصر على «أدوات كهربائية» مرسلة الى السفارة لتسلمه بدورها الى قوى الأمن غداً. لكن هناك سبب للشكّ في كامل محتويات تلك الطرود وماهية استخدامها بسبب تفاوت في المعلومات المدوّنة في الوثائق الرسمية وفي مراسلات السفارة للجمارك اللبنانية. وفي وقت يشهد فيه البلد توتراً سياسياً وأمنياً شديداً واتهامات للولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ودعمها لفريق على حساب آخر، من الطبيعي أن يُسأل عن محتويات الطرود الكاملة وتُطرح تساؤلات إذا كان جزء منها مرسلاً إلى السفارة الأميركية لترسله بعد ذلك الى الجهة المحلية التي طالما أكّد المسؤولون الأميركيون دعمها «بشتى الوسائل».