جورج شاهين
استمرت أمس متابعة نتائج الاجتماع الذي عقده مسيحيو 14 آذار في مقر قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع في بزمار الاثنين، ولا سيما البحث في سبب امتناع الأعضاء المشاركين عن توقيع ميثاق الشرف الصادر عن بكركي الذي وقّعه العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية. اللقاء أداره المضيف جعجع فاستهله بشرح أسباب عقده لإجراء قراءة للوضع في البلاد وتعزيز التواصل بين المسيحيين من فريق 14 اذار. مقترحاً جدول أعمال من ثلاثة بنود: ميثاق بكركي، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتقويم أحداث 23 و 25 كانون الثاني الماضي.
واستعرض الظروف التي رافقت طرح «وثيقة ثوابت الكنيسة» وما سمّي «ميثاق الشرف» الذي جال به المطارنة الموارنة الثلاثة على كل منه، ومن الرئيس أمين الجميل والعماد عون والوزير فرنجية والوزيرة نايلة معوض، لافتاً الى أن المطارنة الثلاثة لم يطلبوا منه توقيع الوثيقة بل أبلغوه نية البطريرك نصر الله صفير الدعوة الى لقاء في بكركي للتفاهم على مضمون الميثاق، والموافقة عليه بعد إجراء أي تعديل يتوافق عليه الجميع تمهيداً لعقد لقاءات أوسع على طريقة “تفاهم مسيحي ـــ مسيحي لرسم آلية واضحة لمتابعة الإشكالات والإقرار بصيغة لمعالجتها تحفظ الحد الأدنى من التفاهم على الساحة المسيحية وتجنيبها مخاطر أي مواجهة”. وأضاف إنه أبلغ المطارنة موافقته من دون نقاش. لكنه لفت نظرهم الى أن مثل هذا اللقاء الرباعي يستثني رؤساء أحزاب أخرى من الحلفاء وغيرهم، نافياً أن يكون قد وضع أي شروط أخرى. وقال: “هل كان بإمكاني الموافقة من دون استشارتكم أو طلب مشاركة الحلفاء؟ وهل أخطأت في ذلك؟”. فرد النائب السابق فارس سعيد «في مثل هذه الحالات لا يقف أحد منا ضد رغبات بكركي وسيدها. ولا أعتقد أن أحداً كان سيعترض».
وأبدى النائبان بطرس حرب ونسيب لحود حرصهما على التجاوب مع مواقف بكركي، ولفتا الى أن الموقف من الثوابت قد يكون مطلوباً منهما وهما يوافقان عليها، أما بالنسبة الى ميثاق الشرف فقد يكون ذلك مطلوباً بإلحاح من غيرهما، لأن جولة المطارنة الثلاثة لم تشملهما.
أما سعيد فقال إن «الثقة المطلوبة لا تأتي من إعلان النيات أو توقيع الوثيقة، انما من خلال السلوكية المطلوبة والملزمة التي نص عليها هذا الميثاق وهذا الالتزام لا يعني الاستمرار بالاعتصام في وسط بيروت وإقفال الطرق والتهديد والوعيد. كذلك لا يمكننا توقيعه ولم نسلّم بعد قتلة ثلاثة شبان في بشري والبترون. لا أعتقد أن المشكلة تنحصر في الحصول على توقيع أربعة موارنة من رؤساء الأحزاب ميثاقاً مهما كانت أهميته. المشكلة أننا في حرب لا يمكننا أن نكون على الحياد فيها بل نحن جزء منها”.
أما الوزيرة معوض فرأت وجوب توقيع الميثاق اذا طلبت بكركي ذلك. وانتهى الحوار الى تأكيد التجاوب مع ما تطلبه بكركي وإبلاغها الموافقة على الوثيقة والميثاق والاستعداد لتلبية دعوة البطريرك الى أي لقاء.
ذكرى 14 شباط
أما بالنسبة الى ذكرى اغتيال الرئيس الحريري فقد تبلغ الحاضرون أنه لم يتقرر بعد شكل الاحتفال، وأن هناك اقتراحات مختلفة تقول باحتمال الدعوة الى تجمع في منطقة السان جورج ومنها تنطلق مسيرة الى الضريح حيث تُلقى الخطب من أقطاب اللقاء، وهناك اقتراح آخر بالإعلان عن يوم عمل عادي ومكثف، رداً على ما أدت إليه الاعتصامات من إضرار بمصالح الناس ووسط بيروت، والاحتفال بزيارة الضريح على مستوى القيادات. وشدد المجتمعون على إجراء الاتصال بقيادة الجيش لاتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لمواكبة أي تحرك مهما كان شكله وتوقيته لتجنيب المنطقة أي فتنة قد يسعى اليها البعض واستدراج المشاركين في الاحتفال اليها. وجرى الاتفاق على ضرورة الوقوف عند رأي النائب سعد الحريري.
ثم جرى تقويم لوقائع يومي الثلاثاء والخميس فعرض جعجع للظروف التي رافقت الدعوة الى الإضراب والتحضيرات التي جرت قبيل الثلاثاء لقطع الطرق. ولفت الى القرار الذي اتخذه بالمواجهة بعدما تبين ان الجيش لم يتدارك الأمر ولم يتدخل لمنع تطور الأمور باتجاه منع قطع الطرق الدولية ومداخل العاصمة، معتبراً أن القوات اللبنانية أحبطت مخططاً انقلابياً كبيراً كان ينفذ في المنطقة، لافتاً الى المواجهات التي شهدتها مناطق شكا والبترون ونهر الكلب. وعقّب سعيد بالقول «لا تظلمنا يا حكيم. أفراد من الكتائب كانوا على الطريق وسقط منهم جرحى في العقيبة ونهر الكلب وساحل جبيل وشكا والبترون، وكلنا واكبنا ما حصل وكنا على الأرض. وكان لنا شركاء في كل لبنان وقد أحبط وليد جنبلاط وسعد الحريري المخطط نفسه في بيروت أيضاً. ولا يسعنا هنا إلا التأكيد على أهمية أن نبقى على يقظة تامة، والحديث أن المشكلة سنية ــ شيعية ولا دخل لنا بها كلام مرفوض، نحن طرف أساسي، لئلا تتحول القضية مذهبية.
وطالب آخرون بتضمين البيان تهنئة الى اللبنانيين بسقوط محاولة الانقلاب وتأكيد أن هذا اللقاء سيبقى ملتزماً كل ما تقول به بكركي، وتقرر تأليف وفد ثلاثي لإطلاع البطريرك صفير على أجواء اللقاء بكل تفاصيلها ويضم النائبيين ايلي كيروز وطوني زهرا والنائب السابق فارس سعيد، وهم زاروا بكركي أمس والتقوا صفير بالتزامن مع زيارات أخرى قام بها كل من كارلوس اده رئيس حزب الكتلة الوطنية، والنائب سمير فرنجية والنائب السابق منصور البون.