strong>بلغت العاصفة التي تضرب لبنان، ذروتها أمس، حيث هبّت الرياح العاتية ولف البرد القارس بيروت والمناطق، وتساقطت الثلوج على ارتفاع 800 متر محتجزة سيارات ومواطنين، وأفيد عن انحسار المنخفض الجوي ابتداءً من ظهر اليوم
أعلنت مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة احتمال هطول أمطار وثلوج متفرقة خلال فترة قبل الظهر اليوم على أن يتكوّن الجليد ليلاً على ارتفاع 900 متر وفي البقاع. بدورها، توقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يتحول الطقس ظهر اليوم الى غائم جزئياً مع ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة.
وفي عاليه، أفاد مندوب «الأخبار» عامر ملاعب أن الثلوج تساقطت ليل أول من أمس وصباح أمس، دون أن تسبب انقطاع الطرق وخصوصاً طيلة فترة قبل الظهر، باستثناء بعض الطرق الفرعية في قرى وبلدات المتن الأعلى وجرد عاليه. ولم تسبب الثلوج انقطاع الطريق الرئيسية في ضهر البيدر، وظلت سالكة أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية والسيارات ذات الدفع الرباعي، وعملت آليات مركز جارفات الثلوج في المديرج التابع لوزارة الأشغال العامة على فتح الطرق. ولمنع ازدحام السير على الطريق الدولية عمد عناصر من قوى الأمن الداخلي إلى وقف الشاحنات المخصصة للنقل الخارجي عند ساحة محطة بحمدون، وبدت أرتال طويلة متوقفة على جانب الطريق الممتد من بعلشميه عبر الأتوستراد الجانبي الموصل إلى ساحة بحمدون. وفي المتن الأعلى وقرى جرد عاليه أقفلت الثلوج بعض الطرق، وقامت جرافة تابعة لبلدية صوفر بفتح الطريق الرئيسية والطرق الفرعية في البلدة.
وفي البقاع، استفاق المواطنون على ثلوج تتساقط بغزارة على مناطق مختلفة، مسببة قطع طرقات وعزل قرى وتعطيل الدراسة في مدارس رسمية وخاصة. وتولت عناصر من قوى الأمن الداخلي تنظيم حركة المرور من مدينة شتورا، مانعة الشاحنات من عبور الطريق الدولية، حيث حولت سيرها نحو طريق راشيا ـــ مرجعيون الدولية التي أقفلت أيضاً لبعض الوقت بسبب تراكم الثلوج في مدوخا والمنارة حيث عملت جرافة تابعة لبلدية المنارة على فتح الطريق نحو راشيا التي عزلت قراها ولا سيما بكا ودير العشاير وكفرقوق وعين عطا وحلوة.
وفي البقاع الأوسط اضطرت إدارات المدارس الرسمية والخاصة الى إعادة التلامذة والطلاب الى منازلهم. كما أقفلت المدارس في عدة قرى وبلدات في الهرمل وبعلبك. وعاقت الثلوج حركة السير نسبياً في بعلبك وجوارها. وأدى تراكم الثلوج إلى حصول عدة حوادث سير واصطدامات متفرقة على طرق البقاع، حيث انزلقت سيارة الزميل شريف سريوي (مراسل الأخبار في راشيا) على طريق ضهر الأحمر الدولية ما أدى الى تضرر سيارته بشكل كبير، كما سجل انزلاق عدة سيارات على طريق مدوخا ــــ الرفيد. وأدى تراكم الثلوج في بعض نواحي سهل البقاع الى طمر مساحات من الاراضي المزروعة بالحبوب ومختلف أنواع الحنطة، فيما ارتفع منسوب الأنهار الرئيسية بعد طول انتظار، وتحولت الشوارع كالعادة الى أنهار وبحيرات اصطناعية عرقلت حركة السير على طريق شتورا ــــ المصنع الدولية التي قطعت بالثلوج في وادي الحريري ما بين المصنع وجديدة يابوس حيث عملت جرافات لبنانية وسورية على إعادة فتحها أمام حركة العبور.
وفي الضنية، أفاد مندوب «الأخبار» عبد الكافي الصمد أن الطقس العاصف والمثلج خيّم على منطقة الضنّية بشدّة للمرة الأولى هذا العام، ونتج عن تدني درجات الحرارة تكوّن طبقة من الجليد على الطرق الجبلية، وتعذر السير عليها قبل الساعة العاشرة صباحاً. ودفع تردّي أحوال الطقس الى إغلاق المدارس أبوابها، وخصوصاً في القرى والبلدات الجردية، كما طرأت أعطال على شبكة الكهرباء، ما أدى الى انقطاع التيار عن المنطقة لساعات. وقد ساهمت الثلوج الى جانب الأمطار الهاطلة، في تبديد جزئي لخوف المزارعين، الذين خشوا من أن يساهم استمرار الطقس الربيعي في تضرر مواسمهم الزراعية، بسبب بدء تفتح براعم وأزهار الأشجار المثمرة قبل أوانها المعتاد.
وفي قضاء بشري كان الطقس عاصفا جداً، وخيّم الضباب بشكل كثيف على المناطق الجبلية ابتداءً من علو 900 متر وما فوق، وساءت الرؤية بشكل كبير. وفي عكار، تساقطت الثلوج على المرتفعات دون أن يؤدي تراكم الثلوج إلى مشاكل إلا على ارتفاع زاد على 1200 متر، حيث عزلت الثلوج السكان، فلازموا منازلهم. أما في الكورة، فاقتصرت الهطولات على الأمطار، وتراكمت السيول على الطرق. وعلى الشاطئ الطرابلسي ارتفعت الأمواج إلى الرصيف، ووصلت مياهها إلى الطريق العام.
وأفاد مراسل «الأخبار» في مرجعيون عساف أبو رحال عن تكوّن السيول في الأماكن المنخفضة ورفع منسوب مياه المجاري. وفي القرى الجبلية، أقفلت مدارس بلدة شبعا أبوابها لتعذّر وصول التلامذة بسبب الثلوج التي بلغت سماكتها نحو 20 سنتمتراً في البلدة ما ادى الى قطع طريق حاصبيا شبعا وشبعا راشيا الوادي.
وفي حاصبيا أدت الأمطار الغزيرة الى جرف سيارة مدنية لصاحبها أحمد فارس فهد الذي كان يحاول اجتياز جسر مؤقت أقامه الجيش اللبناني على ضفتي الحاصباني بديلاً لجسر الشقعة الذي دمّرته الطائرات الإسرائيلية خلال عدوان تموز، فانهار الجسر بشكل مفاجئ وبعد لحظات من توقف السيارة عند الضفة الشرقية ونزوله منها لتسقط وسط النهر الذي سحبها في مجراه لمسافة حوالى 30 متراً. وعملت القوات الدولية العاملة ضمن اليونفيل على سحب السيارة من المجرى لكن ارتفاع منسوب النهر حال دون ذلك.