اعتبر المطارنة الموارنة أن «التجاذب الفاضح بين أهل السلطة، وما يرافقه من شلل على صعيد المؤسسات الرسمية، مما يندى له الجبين خجلاً»، وأعربوا عن قلقهم من الوضع العام في البلاد والذي «لا يدعو الى الطمأنينة»، ودعوا الموقّعين على «وثيقة الثوابت» الى «تغليب المصلحة الوطنية على مصلحتهم وبذل جهدهم لدرء ما يتهدد لبنان من مخاطر».فقد عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي أمس برئاسة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، ودرسوا شؤوناً كنسية ووطنية، وأصدروا بياناً تلاه أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، اعتبر أن «الوضع العام في لبنان لا يدعو الى الطمأنينة، وما جرى يومي الثلاثاء والخميس في 23 من الشهر الفائت و25 منه من تظاهرات وإحراق دواليب وقطع طرق وسقوط قتلى وجرحى، لم يكن ظاهرة عادية، بل، في ظن بعضهم، محاولة انقلاب ترمي الى تغيير مسار البلد، لو نجحت، وهذا ليس بمألوف في بلد كلبنان». واعتبر أن «مؤتمر باريس 3 الذي كان ما حدث من إضرابات وشغب يرمي الى تفشيله، دلّ على ما لوطننا من مكانة بين الدول والمؤسسات المانحة. ولا بد لنا من أن نشكر هذه الدول وفي طليعتها فرنسا التي بذل رئيسها ما في استطاعته للمساعدة على إنهاض لبنان من كبوته».
وشكر البيان «كل الذين وقّعوا وثيقة ثوابت الكنيسة المارونية وميثاق الشرف بالامتناع عن الاقتتال، آملين أن يغلّبوا المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة، وأن يبذلوا جهدهم لدرء ما يتهدد لبنان من مخاطر خارجية وداخلية». واعتبر من جهة أخرى «أن التجاذب الفاضح بين أهل السلطة، وما يرافقه من شلل للمؤسسات الرسمية، لممّا يندى له الجبين خجلاً، وليس بينهم من يفكر في أن أهل الخير من دول العالم يسارعون الى نجدتنا وإقالة عثرتنا، بينما المسؤولون من بيننا يعملون ما في وسعهم لإغراق البلد في خلافاتهم ومشاحناتهم وارتهان بعضهم بالخارج».