ثائر غندور
التقى الناشطون الاجتماعيون بالصحافيين. ربما كان اللقاء بحد ذاته هو الهدف، بعيداً عن النقاش الذي دُعي إليه الإعلاميون تحت عنوان: «الإعلام ومناصرة قضايا الشباب»، من تنظيم برنامج «قدموس» الوطني للتنمية للأطفال والشباب.
«هذا اللقاء هو الأول من نوعه، ومحاولة منّا للتشارك مع الإعلاميين في مناصرة قضايا الشباب»، تقول جمانة رزق من اللجنة المنظّمة. بدورهم، اختلف الناشطون الاجتماعيون في تقويم النتائج. فاعتبر بعضهم حضور الإعلاميين مؤشراً لاهتمامهم بقضايا الشباب. وفي المقابل، رأى آخرون أن بعض الصحافيين تحدّثوا وكأنّهم لم يمرّوا بمرحلة الشباب أو كأنهم يأتون من عالم آخر مثالي، و«الأسوأ حين بدأ كل إعلامي بالدفاع عن وسيلته الإعلامية بدل تقديم المطلوب منهم في الورشة».
وكان اللقاء قد افتتح بكلمات لداعمي المشروع، البنك الدولي ومجلس الإنماء والإعمار ومؤسسة رينيه معوّض. ثمّ جرى عرض «لمشروع الإعلام والتثقيف والاتصال في مجال الصحة الإنجابية على صعيد المجتمع المحلي» من قبل وزارة الشؤون الإجتماعية. ثم تحدث الزميلان سالم خليفة ورلى معوّض اللذان تطرّقا للمعوقات التي تحدّ الصحافي في تبنّيه لقضايا الشباب. واعتبرت معوّض أن الصحافي يكون متحمساً، ثم يصطدم بقرار أصحاب المؤسسة الذين يفضلون المواضيع «الجاذبة للإعلان». كما لفتت إلى غياب الصحافة المتخصصة في وسائلنا الإعلامية، وانتقدت الشباب لكونهم «بعيدين عن قضاياهم». أما خليفة فلفت إلى تحول الإعلام اللبناني إلى «إعلان».
ودار نقاش بين الإعلاميين والناشطين الاجتماعيين، برزت فيه الصرخة التي أطلقتها الزميلة ليال بهنام من تلفزيون لبنان: «الوزير العريضي يريد إقفال التلفزيون، ونحن مضطرون إلى التحوّل سياسياً مع تغيير كل وزير». وصدر عن الورشة توصيات أضاءت على «شبه غياب لقضايا الشباب من وسائل الإعلام» و«عدم قدرة الشباب على التفاعل ومحاسبة وسائل الإعلام». واقترح المشاركون إعداد «سياسة إعلامية متكاملة ذات منظور هرمي على الصعيد المحلي، المناطقي والوطني، وأيضاً على الصعيد القطاعي والتخصصي»، و«حشد الفرص وإيجاد مجموعة ضغط وتنسيق مع صنّاع القرار وأصحاب المؤسسات لتخصيص مجالات أكثر للإعلام الشبابي» و«رفع مستوى التدريب الإعلامي لقضايا الشباب والدعوة الى التخصيص في هذا المجال».
صدرت التوصيات، وحمل كل شخص أغراضه على أمل أن يكون وعد المنظّمين بمتابعة النقاش مع الإعلاميين والقيام بجولات على المناطق صادقاً. وتستكمل الورشة نهار غد بلقاء بين العاملين ضمن إطار مشروع «قدموس».