strong>نادر فوز
بهدف مراقبة عمل الحكومة الدستورية والعمل على الإصلاحات اللازمة داخل المؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد وتأمين الخطط البديلة والاهتمام بالزراعة والصناعة والسياحة، نشأت حكومة الظل الشبابية المنبثقة عن جمعية نهار الشباب. فاجتمع أركانها والقيّمون عليها أمس في نقابة الصحافة وأطلقوا بيانها الوزاري بعد أن كانوا قد أعلنوا عن أسماء التشكيلة الوزارية الشبابية في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال جبران التويني.
بعد النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت عن روح التويني مؤسس فكرة «حكومة الظل»، افتتح نقيب الصحافة محمد البعلبكي المؤتمر الصحافي متمنّياً النجاح للحكومة الشبابية على اعتبار «أنها أنشئت لتصحيح ما يفترض أن تكون ظلاً له»، كما رأى أنها أهم من الحكومة الأصلية إذ يقع على عاتقها الاستجواب والاقتراح وتصحيح الاعوجاج.
ثمّ تحدث الزميل غسان الحجار، أمين سرّ جمعية نهار الشباب، الذي قال إنّ «حلم جبران تويني ليس ملكه، بل ملك الشباب، كما كان جبران وكل أحلامه ملكاً للوطن». ورأى الحجار أنّ حكومة الظل «هي المساحة المشتركة بين شباب لبنان والوعاء الذي يضمّهم على اختلاف انتماءاتهم». أعقب الحجار عياد واكيم، الأمين العام لحكومة الظل الشبابية، الذي طلب من زملائه «أن يكونوا القدوة التي يحتذى بها».
وكانت الكلمة الأخيرة لزينب شعلان، «وزيرة التنمية الإدارية»، التي تحدثت عن دور الشباب في المجتمع، وعن دور حكومة الظل في مراقبة عمل الحكومة الدستورية وتقديم المقترحات اللازمة بهدف الإصلاح.
عن حكومة الظل الشبابية المكوّنة من 28 وزيراً، يقول أمينها العام عيّاد واكيم، إن أعضاءها اختيروا من الهيئات الطلابية والمنظمات الشبابية في كل الجامعات، مع موافقة الإدارات، ومع الأخذ في الحساب الاختصاص الجامعي. المعيار الطائفي ليس محترماً حسب واكيم، إذ تضمّ 16 عضواً مسلماً و12 آخرين مسيحيين، بينهم 7 فتيات، وهذه «سابقة» أشاد فيها كل من البعلبكي والحجار.
ولفت إلى أنّ من ضمن الوزراء الثمانية والعشرين، ثمانية فقط لديهم انتماءات سياسية، أما الباقون فهم غير متحزّبين، ومعتبراً أنه «ليس من الضروري أن تتمثّل فيها كل الأطراف».
يجتمع الوزراء الشباب منذ ثلاثة أشهر كل نهار سبت في مبنى جريدة النهار وفق جدول أعمال خاص بها، ومن المفترض أن يبدأ التباحث في جدول أعمال الحكومة الأصيلة. وقال واكيم إنّه رغم الأوضاع المتوترة، جرت بعض اللقاءات الثنائية بين الوزراء الأصيلين والشباب. وعن غياب وزارة للإعلام قال واكيم إنه جرى التقيّد بما قاله التويني: «أنّ بلداً حراً وديموقراطياً لا حاجة فيه لوزارة إعلام».
تطرح حكومة الظل بيانها الوزاري على أنه «الأفكار الأولى لمجموعة شباب من كل جامعات لبنان» رأت ما يحلّ بلبنان من دمار وجروح وسقوط شهداء. ويولي الوزراء الشباب أولوية للأمن، إذ يؤكّدون على وجوب تسليح الجيش ليصبح قادراً على الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته، وتجهيز قوى الأمن بالاحتياجات اللازمة «في سبيل السهر على راحة المواطن وأمنه».
ولم تغب المحكمة الدولية عن برنامج حكومة الظل التي «لن توفّر جهداً للتعاون مع كل الأطراف المعنية لمتابعة ملف المحكمة الدولية». إضافةً لتأليف لجنة لمتابعة قضايا الأسرى اللبنانيين في كل السجون الغريبة.
أمّا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، فيحيلنا الوزراء الشباب إلى عموميات «الاعتزاز بجمال لبنان» و«دعم القطاع الحيواني» و«تشجيع الطرق الحديثة للزراعة» و«تأمين فرص العمل للمتخرجين ودعم المواهب الإبداعية»، من دون تقديم أي خطة وتفسيرات لها.
وابتدع الوزراء الشباب «وزارة الانتشار» بدل وزراة المغتربين، كرسالة ودعوة إلى عدم التفرقة بين اللبنانيين والتأكيد على الاهتمام بهم لما فيه مصلحتهم ومصلحة البلد. كما قرّروا أن تعمل «وزارة المهجّرين» «على رعاية لقاءات بين العائلات المهجّرة والمتخاصمة» بهدف تسهيل العودة.