حسن عليق
تفاوتت أعداد العمليات الجرمية المسجلة لدى قوى الأمن الداخلي من منطقة إلى أخرى لتسجل أكثر الحوادث في محافظات جبل لبنان والشمال وبيروت، فيما بقيت محافظات النبطية والجنوب والبقاع أقل عرضة للعمليات الجرمية

تمثّل العمليات الجرمية العادية، من سرقة وسلب ونشل وسرقة سيارات، مؤشراً مهماً على الأمن المجتمعي. وفي قراءة للعمليات الجرمية المسجلة لدى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يبدو أن شهر كانون الثاني من العام الجاري شهد ارتفاعاً في أعداد الحوادث المسجلة عن المعدلات الشهرية عام 2006. لكن انخفاضاً ملحوظاً سجل في حوادث النشل والسرقة مقارنة بالمعدل ذاته. إنما لا بد من الإشارة إلى أن الإبلاغ عن الحوادث لدى قوى الأمن الداخلي لا يعكس الواقع على الأرض بنسبة تامة. إذ لا بد من معرفة تأثير الوضع السياسي، ومن ضمنه نظرة فئة من اللبنانيين إلى مؤسسة قوى الأمن الداخلي باعتبارهم لها منحازة سياسياً، لا بد من معرفة تأثير ذلك على نسبة الحوادث المبلغ عنها من النسبة التي حصلت على الأرض. لكن، لا يُتوقع أن تكون نسبة الاختلاف كبيرة، وخاصة في حوادث مثل سرقة السيارات التي يعمد المواطنون، ولا سيّما في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد، إلى الإبلاغ عن السرقة إذا حدثت، على الأقل لرفع المسؤولية الأمنية عنهم في حال استخدام سيارتهم في عملية أمنية جرمية.
وبالاعتماد على أرقام الحوادث التي أبلغت القوى الأمنية بحدوثها في مختلف المناطق اللبنانية، يمكن تبيان أن محافظة جبل لبنان هي الأكثر تعرضاً للجرائم، كما يمكن اعتبار أن محافظة النبطية هي الأكثر «أمناً» مقارنة بكل «أخواتها». ويمكن رد تفاوت النسب بين المحافظات الست إلى عدة امور منها الكثافة السكانية للأماكن الأكثر استهدافاً، وطغيان الطابع الريفي على المناطق الأقل استهدافاً.
سرقة سيارات
يسجل العدد الأكبر من الحوادث في خانة سرقة السيارات. فقد شهد الشهر الماضي 111 حادثة سرقة، مقابل معدل شهري عام 2006 كان قد بلغ 87 سرقة سيارة شهرياً. وقد تربعت سيارة الـ«مرسيدس» على عرش السيارات المستهدفة (42 سيارة) لتحل ألـ«هوندا» في المرتبة الثانية (24 سيارة). أما على صعيد المحافظات، فقد كان لجبل لبنان النصيب الأكبر من عدد السيارات المسروقة، إذ بلغ العدد 62 حادثة منها 4 في ذوق مصبح و4 في فرن الشباك ليتوزع باقي العدد على مختلف مناطق المحافظة بعدد أقل من المنطقتين المذكورتين. أما المحافظة الثانية المستهدفة، فكانت محافظة الشمال التي سرقت فيها 21 سيارة يتركز 9 منها في مدينة طرابلس وحدها. وفي بيروت سجلت 15 سيارة مسروقة، 5 منها في الأشرفية والعدد الباقي موزع على أحياء وشوارع مختلفة. أما محافظة الجنوب، فقد كانت حصتها 7 سيارات مسروقة 5 منها في مدينة صيدا. وفي البقاع، فقد سجلت سرقة 6 سيارات، مقابل صفر في محافظة النبطية.
السرقة
وبعد سرقة السيارات، حلّت السرقة في المرتبة الثانية من ناحية العدد، ليسجل مؤشرها 82 حادثة على مختلف الأراضي اللبنانية، بانخفاض ملحوظ عن المعدل الشهري لعام 2006 الذي كان قد سجل 115 حادثة شهرياً. وقد تركزت السرقات في محافظة جبل لبنان التي شهدت 36 عملية سرقة 3 منها في مدينة جبيل والعدد الباقي موزع على مختلف المناطق بأعداد أقل من ذلك. وحلت محافظة الشمال في المرتبة الثانية لحوادث السرقة أيضاً، لتسجل فيها 17 حادثة، ثلاث منها في شكا. أما بيروت، فقد حلت في المرتبة الثالثة بعد أن أُحصيت فيها 12 عملية سرقة، 4 منها في تلة الخياط. وقد حلت محافظة الجنوب في المرتبة الرابعة بتسع عمليات سرقة مقابل 6 في البقاع واثنتان في محافظة النبطية.
النشل
حلت حوادث النشل في المرتبة الثالثة إذ بلغت 78 عملية، بانخفاض بارز عن المعدل الشهري لعام 2006 (107 عمليات). وككل العمليات الجرمية الأخرى، حلت محافظة جبل لبنان في المرتبة الأولى لتسجل فيها النسبة الأعلى من الحوادث. وكان تركيز النشالين، على ما تظهر الأرقام، في ساحل المتن الجنوبي، حيث سجلت 12 عملية نشل في حارة حريك و8 عمليات في الحدث و4 في بئر حسن و4 في الشويفات. هذا وحلت محافظة بيروت في المرتبة الثانية بـ17 عملية 4 منها في المصيطبة. أما المحافظات الاربع الباقية، فلم تشهد إلا عملية واحدة في كل منها. وهنا لا بد من طرح تساؤل عن إمكان أن تكون عصابة (أو عصابات) للنشل متمركزة في الضاحية الجنوبية لبيروت وتعمل في المنطقة المذكورة ومحيطها. أما في الأسلوب المستخدم في عمليات النشل، فتبقى الدراجة النارية الوسيلة المفضلة لدى النشالين. فقد أبلغت القوى الأمنية بأن الدراجات النارية استخدمت في 47 عملية من أصل 78، لتستخدم السيارة في 23، أما العمليات الأخرى فقد قام بها مشاة.
السلب
سجلت حوادث السلب ارتفاعاً خلال شهر كانون الثاني عن المعدل الشهري عام 2006 لتسجل القوى الأمنية 37 عملية سلب (11 منها بواسطة السلاح) مقابل 30 كمعدل شهري في العام الفائت. وبخلاف الحوادث المذكورة سابقاً، تركزت النسبة الأكبر من العمليات في محافظة الشمال التي شهدت تسجيل 17 عملية، لتحل محافظة جبل لبنان في المرتبة الثانية بـ15 عملية سلب. وقد تساوت بيروت مع محافظة البقاع بعمليتي سلب لكل منهما، مقابل عملية واحدة لكل من محافظتي الجنوب والنبطية.