برج قلاويه ــ آمال خليل
توفي، أمس، شاب في الرابعة والعشرين من العمر في بلدة برج قلاويه في الجنوب. هل توفي الشاب انتحاراً، كما تشير المعطيات، أم برصاصة خاطئة من مسدس كان يلهو به في المطعم الذي يملكه في الشارع العام للبلدة كما يؤكد أهله؟ يروي أحد أصحاب الفقيد، وهو يملك محلاً بجانب المطعم، الساعات الأخيرة. تردّد الشاب بشكل متكرّر إلى محال جيرانه، قبل أن يدخل محلّه ويغلق الباب وراءه، إلى أن حضر أخوه بعد ساعات ليجده غارقاً في دمائه وإلى جانبه مسدس حربي. لم يسمع أحد صوت الطلق بسبب هدير السيارات والمولّدات. فتح تحقيق بالأمر وأغلق في اليوم ذاته؛ الطبيب الشرعي عاين مكان الرصاصة في خدّه، والمحققون عاينوا المسدس. والنتيجة أنه بينما كان الشاب يلهو بالمسدس انطلقت رصاصة منه وأصابته في وجهه. لكن من أين أتى بالمسدس الذي يؤكد أهالي البلدة عدم معرفتهم به؟ الفقيد حائز على شهادة في الفندقية، وكان قد غادر قبل سنتين إلى أفريقيا ليفتتح مطعماً، لكنه لم يوفّق في إدارته، فعاد إلى لبنان لأنه كان «مريضاً وتعباً» بحسب أخيه الذي يوضّح أن شقيقه كان يشكو من أعصابه، وصار يتناول أدوية أعصاب. وكان الفقيد يتردد إلى أحد الأطباء حتى وفاته. ويسأل شقيقه «من منّا لا يشكو من أعصابه ولا يعاني من الكآبة؟» عائلة الفقيد ترفض أن يشاع عن ابنها بأنه انتحر... الأم تبكي بصمت، والأب يكرّر «تركنا وراح»...