صيدا ــ خالد الغربي
يؤثر رئيس المكتب السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» الدكتور علي الشيخ عمار العائد إلى تولي مسؤولياته القيادية في «الجماعة» بعد انقطاع استمر سنتين ونيفاً عدم الحديث الآن عن الأوضاع الداخلية لـ «الجماعة» وموقفها السياسي، «في انتظار صدور الوثيقتين السياسية والتنظيمية المنبثقتين من مؤتمر الجماعة اللتين ستصدران قريباً جداً، و«عندها لكل حادث حديث»

في الحديث إلى «الأخبار» يكرر علي الشيخ عمار اعتذاره عن عدم الإجابة عن أي سؤال يتعلق بالشأن التنظيمي والتغييرات التي أدت إلى حلوله على رأس المكتب السياسي خلفاً للنائب السابق أسعد هرموش، ويصر على «أن الأمر لا يعدو كونه انتخابات عادية وطبيعية، وليس وراء الأكمة ما وراءها، فنحن لدينا انتخابات كل ثلاث سنوات، والإخوان أعطوني ثقتهم، وقد لا تكون للوضع السياسي الراهن علاقة كبيرة بهذا الخصوص. لقد أعطي الأمر تفسيرات وكأن هناك تصفية حسابات، لكنني أؤكد أن التشكيلات الجديدة في الجماعة عادية، وهي أمر ضروري وحيوي في الممارسة السياسية والمؤسساتية الصحية والمسؤولة».
عن موقع «الجماعة الإسلامية» في الصراع الدائر، يقول الدكتور عمار: «نحافظ على موقعنا حيث لا يجوز أن تكون قطيعة بين الأطراف السياسية، بل ينبغي أن يكون حوار رصين حول الأمور المهمة. فأي طرف سياسي أو حزب يجب أن يكون له دور في رسم مستقبل هذا البلد، ولا ينبغي أن يكون هناك تراشق وقصف عن بعد، فالخلاف محصور بعناوين، وهذا يسهم في معالجة القضايا وهي: حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة الدولية ورئاسة الجمهورية». ويضيف: «إن حكومة اتحاد وطني هي مطلب شريحة واسعة من اللبنانيين وتكتسب أهمية مع حراجة الوضع الراهن، أما المحكمة الدولية فالكل متفق عليها، موالاة ومعارضة، ويؤكد أقطابها أنهم معها، ولا مانع من درس نظام هذه المحكمة، ولتؤخذ في الاعتبار الهواجس التي لدى المعارضة من دون أن يعني ذلك إفراغ المحكمة من مضمونها. لا شيء مقدساً، والمهم مصلحة لبنان، ويجب عدم استغلال المحكمة من أجل مآرب ومصالح بعض الدول»، مقترحاً «إحالة مشروع المحكمة على لجنة الإدارة والعدل النيابية لدرسها وإجراء التعديلات الملائمة وتحال على المجلس النيابي للإقرار بالتزامن مع إقرار حكومة الوحدة الوطنية كي لا يشعر أحد بالقلق».
الإطلالة الإعلامية الاولى للشيخ عمار من موقعه الجديد، تمثلت في زيارة قام بها إلى قيادة الحزب في الجنوب. وعن العلاقة بين الطرفين، يقول: «إن علاقة الجماعة مع الإخوان في الحزب وتعاونهما تاريخية وقديمة جداً، تعود إلى بدايات العمل المقاوم عام 1982، وهي علاقة وثيقة وفوق ما يتصورها البعض. حتى في السياسة نشعر في بعض العناوين بأننا قريبون جداً مما يطرحه حزب الله أو تطرحه المعارضة، كما نتقاطع في بعض الأمور التي تدعو إليها الحكومة وقوى 14 آذار، ونحن نحرص جداً على دور المقاومة واستمرارها وسلاحها في مواجهة الخطر الذي يشكله العدو الصهيوني، ولكن مع الرأي القائل إن عمل المقاومة يجب أن يكون من ضمن استراتيجية دفاعية يشارك فيها الجميع، قوى أمنية وعسكرية والمقاومة التي ينبغي أن تشمل الجميع».
وإذ يدعو الدكتور عمار الجميع إلى «ضرورة الوصول إلى تفاهمات تنقذ البلد مما يتهدده من مخاطر كبرى»، يرى أن الحوار يجب أن يشمل التيار الإسلامي السنّي، فضلاً عن آخرين من قوى وطنية ويسارية، «فالحوار الجدي حول الأمور المصيرية المتعلقة بالبلد يجب أن يشمل الجميع! أليس لدينا رأي نحن كتيار إسلامي سني والجميع يقر بحجم تمثيلنا الوازن والفاعل؟»، يسأل عمار مؤكداً أنه «لا أحد يستطيع أن يختزل الواقع السني».
«لا. لن أقع في الاستدراج» يبادر عمار بالإجابة عن سؤال استوحى منه أنه سيقوده للحديث عن واقع الجماعة، ويقول: «الأخ أسعد هرموش هو ابن الجماعة وقدم الكثير لها وسيبقى كذلك ويجب عدم تحميل أي أخ مسؤولية أي موقف يعلن (في إشارة إلى مشاركة هرموش في القداس الذي أقيم للوزير الراحل بيار الجميل). أي موقف، سلبياً كان أو إيجابياً تتحمله الجماعة كمؤسسة، ولا نريد أن تتحول أية مسألة تنظيمية إلى إجتهاد من هنا وهناك. المهم هو الموقف السياسي».