رأى الرئيس الأعلى لـ«حزب الكتائب» أمين الجميل أن عدم إنشاء المحكمة الدولية «سيبقي لبنان مشرّعاً أمام الاغتيالات السياسية والفلتان الأمني»، ودعا الأمم المتحدة الى وجوب السير قدماً في إنشائها، بعيداً من «العراقيل الموضوعة أمامها»، معتبراً أن هذا الأمر يهمّ اللبنانيين، بغضّ النظر عن ماهية الفصل الذي سيتمّ إنشاؤها على أساسه، من أجل «معرفة الحقيقة، وعودة لبنان بلد الأمن والاستقرار».وإذ أشار الى أن مسألتي اشتباك الجيش اللبناني مع قوة إسرائيلية على الحدود الجنوبية وضبط شاحنة الأسلحة في ضاحية بيروت «تظهران خرقاً للقرار 1701، وهو ما يستدعي استكمال تطبيقه، لأنه صدر بموافقة كل الأطراف وجعل الجنوب منطقة أمن واستقرار بحماية دولية»، طالب الجميّل الأمم المتحدة بـ«إيلاء موضوع الجيش الأهمية القصوى، وتعزيز قدراته العسكرية واللوجستية، بما يمكّنه من الدفاع عن السيادة اللبنانية وحماية الوطن والمواطنين»، داعياً «حزب الله» الى أن «يمكّن ويقوّي معنويات الجيش، ليقوم بالمسؤولية الملقاة على عاتقه».
وكان الجميل قد أطلق هذه المواقف خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، أمس، في ختام زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية، والتي قابل خلالها الرئيس جورج بوش وعدداً من كبار المسؤولين الأميركيين، وأنهاها بلقاء سفراء الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي، وهم: سفير روسيا فيتالي تشوركين، سفير فرنسا جان مارك دولاسابليار، سفير بريطانيا كارين بيرس، سفير الصين وانغ غوانفيا، وسفير أميركا أليسندرو وولف.
وخلال لقائه مع كي مون، طرح الجميل فكرة التعاون بين لبنان ومؤسسات الأمم المتحدة من أجل «تحويل لبنان الى مساحة دولية لحوار الأديان والثقافات»، ودعا الى «وضع اتفاقية لهذا الغرض».
وفي شأن المحكمة الدولية، طالب الجميل كي مون بضرورة إنشائها، من أجل «وضع حد للاغتيال السياسي، وحماية النظام الديموقراطي الحر في لبنان»، مشيراً الى أنه «لا يجوز الرضوخ للابتزاز والتهويل الحاصل في موضوع المحكمة، والتذرع بانعكاس إنشائها على الأمن والوفاق اللبناني».
وفي مؤتمر صحافي عقده إثر اللقاء، أكّد الجميل أن كشف الحقيقة بشأن الأعمال الإرهابية التي نفذت في لبنان «أمر ضروري للديموقراطية اللبنانية، وشرط لا بدّ منه لبسط القانون والنظام»، مضيفاً: «إن الحكومة اللبنانية والأكثرية النيابية تصرّان على إنشاء هذه المحكمة، وهي ليست فقط عنوان العدالة والمحاسبة الضرورية على الاغتيالات، بل لها تأثير على مجرى الحياة الديمقراطية في البلد وعلى مؤسساته الدستورية، إذ إن ما يجري هو أن كل من يسلك الاتجاه الديموقراطي يقتلونه.. أنا معنيّ بابني، وأريد معرفة الحقيقة ليس للانتقام، بل لحماية الطاقم السياسي وجميع اللبنانيين». وعما اذا كان يؤيد اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، اكتفى بالقول: «إننا نعلّق أهمية على الفصل السادس».
وعن الموقف السوري من موضوع المحكمة، رأى أنه «من المفروض أن يتعاون الجميع. سوريا تقول إنها تريد الاستقرار للبنان، فلتتفضل وتبدأ من هنا وتتعاون معنا، فما يهمنا هو أن نعرف الحقيقة»، مشيراً الى أن تعاونها «قد يكون مدخلاً لها للانفتاح على العالم الحرّ والمجتمع الدولي».
(وطنية)