عساف أبو رحال
إزالة المعالم الحدودية أو تلاعب قوات الاحتلال بها، أمر قديم جديد يحمل ضمن طياته أطماعاً دأب الاحتلال على تنفيذها منذ حرب عام 1973، وما سبقها من عمليات ضم واقتطاع، شملت مزارع شبعا ثم مرتفعات كفرشوبا الشاهد الأول على النيات التوسعية بعد تحرير الجنوب في أيار عام 2000.
وبالعودة قليلاً الى الوراء، أزال الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب 1973 كل المعالم الحدودية الموضوعة على رؤوس القمم في جبل الشيخ وعددها ثلاثة عشر معلماً، كان الانتداب الفرنسي قد أقامها عام 1934، وتتوزع بين قصر عنترة شمالاً 2814 متراً حتى شمال بلدة بانياس جنوباً، بهدف طمس الحقائق التاريخية وتغيير جغرافية حدود المنطقة من خلال تغييب هذه المعالم التي لا تختلف بمفهومها عن الخط الأزرق، وإن غابت التسميات آنذاك.
وفي الخامس من تشرين الأول عام 2000، وبعد ترسيم الخط الأزرق، عمدت دورية تابعة لفريق مراقبي الهدنة الى رسم خط جديد قرب بركة بعثائيل في مرتفعات كفرشوبا الشاهد الأول على التلاعب بالمعالم الحدودية، الأمر الذي أثار غضب الأهالي فعملوا على إزالته، وسبق ذلك تفقد السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد لهذه المرتفعات في الثالث من الشهر نفسه برفقة ضباط دوليين، محاولين رفع لافتة تحذر من اجتياز الخط الجديد في غياب ممثلين عن الجيش اللبناني. أعقب ذلك إعادة ترسيم جديدة في العاشر من كانون الأول 2000، ووضع شارة تحمل الرقم 170 في المكان عينه، لاقت المصير الأول من الأهالي الذين حطموا اللافتة وأزالوا الخط مجدداً.
وتعتبر مسألة البراميل الزرقاء، التي برزت في أعقاب حرب تموز، مؤشراً إلى استكمال تطبيق السياسة الإسرائيلية التوسعية على حساب الأراضي اللبنانية. وكانت أولى مهمات قوات اليونيفيل الجديدة تثبيت براميل مطلية باللونين الأبيض والأزرق، قرب بركة النقار عند الشريط الفاصل عن المزارع المحتلة والتي لم تشهد أي عمليات اجتياز للحدود خلال الحرب، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي فنظموا اعتصاماً احتجاجياً قرب البركة، مطالبين بإزالة المعالم الجديدة. وهذا يدحض مقولة «إن المعالم الجديدة هي بديل من التي دمرتها الحرب».
ومحطة مارون الراس هي الثانية بعد بركة النقار لجهة تثبيت البراميل، لكنها على ما يبدو ليست الأخيرة على أجندة الاحتلال.