عيثرون ــ داني الأمين
بعد أكثر من عشرة أيام على منع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعض مزارعي عيثرون من التوجه الى أراضيهم الزراعية في خلّة «الغميقة»، بمحاذاة الحدود مع فلسطين المحتلة، لمتابعة أعمالهم في أكثر من 30 ألف متر مربع، ينتظر هؤلاء المزارعون إيجاد حلّ لمشكلتهم، وخصوصاً بعدما قاموا بحرث الأرض وزرعها. ويبدو أن قوات اليونيفيل عالجت الأمر بوضع أعمدة زرقاء على حدود هذه الأراضي، في المكان الذي اختاره الاسرائيليون، بانتظار أن يعمل لاحقاً على إعادة ترسيم الحدود والتأكد منها.
ويلفت رئيس بلدية عيثرون سليم مراد إلى أن «القوات الصينية التابعة لليونيفيل وضعت الإشارات بشكل منفرد، ويحتاج الأمر الى تدقيق ومعالجة، وخصوصاً أن هذه المنطقة كانت من النقاط الخلافية التي بقيت عالقة أثناء عملية ترسيم الحدود، ونحن بانتظار أن تعالج المشكلة في وقت قريب».
ويؤكد بعض كبار السن في عيثرون أن «هذه الأراضي يزرعها منذ زمن بعيد أهالي عيثرون وأنها ملك لهم وهي على الحدود مع بلدة «المالكية» (إحدى القرى السبع) التي يوجد فيها أكثر من 300 ألف متر مربع لأبناء عيثرون، صادرها الاحتلال الاسرائيلي أثناء احتلاله فلسطين». ويقول أحد أصحاب الأرض الحاج محمد علي السيد: «أنا ووالدي نزرع الأرض منذ أكثر من 60 سنة وهي أرض موروثة، وقد عمل الفرنسيون آنذاك على وضع إشارات ما زال بعضها ظاهراً حتى الآن، تدل على أن الحدود خارج أرضنا وموازية للموقع الاسرائيلي الموجود الآن والذي يدعى «عريض الهوا». ويتابع السيد أنه «في بداية الثمانينيات شق الاسرائيليون خندقاً وسط أرضنا الزراعية كإشارة للحدود الجديدة، ولكن على رغم ذلك استمررنا في زراعتها بعدما سمح لنا الضابط الاسرائيلي وقتها بذلك». ويؤكد السيد كذلك أنه يملك هو وعلي عبد الحسين فقيه وخليل فقيه وعبد الله عبد الله أوراقاً ثبوتية تثبت ملكيتهم للأرض. ويطالب الجيش اللبناني بالعمل على استرجاعها سريعاً لاستكمال أعمالهم الزراعية قبل انتهاء الموسم.
وفي المقابل ألغى أهالي مارون الراس الاعتصام الذي كان مقرراً صباح أمس «احتجاجاً على الخروق الاسرائيلية وتقصير قوات اليونيفيل في أدائها، وخاصة في ما يتعلق بوضع بعض النقاط المشار إليها باللون الأزرق والتي تشير الى حدود جديدة مع اسرائيل داخل أراضي البلدة والتي من شأنها ضمّ نحو 50 ألف متر مربع الى إسرائيل، أو على الأقل منع الأهالي من استخدامها»، وذلك بعدما قامت قوات اليونيفيل بنقل إحدى النقاط المذكورة الى ما كانت عليه منذ عام 1948. ويشير مصدر في بلدية مارون الراس الى أنه «ما زالت إحدى النقاط المحددة من جانب اليونيفيل داخل أراضي البلدة، ومن شأن ذلك المساعدة على ضم حوالى 20 ألف متر مربع الى الأراضي المحتلة، ونحن بانتظار العمل على إعادة ترسيم الحدود بالتنسيق مع الجيش اللبناني».