strong> فاتن الحاج
اعتلت زوجة الشهيد عدنان شمص منصة ساحة رياض الصلح يرافقها ولداها نانسي وحسن. لم تنطق ابنة طريق الجديدة رانيا فرشوخ بكلمات كثيرة، لكنّ ما قالته كان بليغاً بما يكفي لإخماد نار الفتنة المذهبية. تختنق صرخة رانيا بالغصة «أنا زوجة الشهيد عدنان الذي لم يفرّق يوماً بين السني والشيعي. ما حصل معه فظيع. استشهد فدى الوطن. أقول لولديّ إنّ أباهما استشهد فلا يصدقانني، فأضطر، من حرقة قلبي، إلى أن أقول إنّه سافر. ماذا سأقول للمولود المنتظر ؟».
وحدها صور الشهداء التي رفرفت أمس في اعتصام التجمّع النسائي لقوى المعارضة كانت كفيلة بطرد صور الحرب الأهلية البشعة التي ارتفعت للذكرى. وكان التجمع قد استحضر صور الماضي القريب والبعيد «للتنديد بالأحداث الأخيرة التي تؤجج نار الفتنة الداخلية وتحول دون تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية».
اخترقت الأناشيد الحماسية الاعتصام النسائي الذي أعلن على لسان رجاء هاشم (حركة الشعب) «أنّ ثقافتنا هي الحياة المتوجة بالعنفوان وحب الوطن حتى لو دفعنا ذلك من دماء شبابنا...».
من جهتها، أكدت زوجة الشهيد حسن مرتضى، فاديا «أنّه لن يثنينا ما اقترفتموه في الخميس الأسود من محاولة لزرع بذور الفتنة بين أبناء الطائفة الواحدة، عبر مخالب ملئت سماً وحقداً وأذى، لأنّ السلم الأهلي خط أحمر».
وطالبت ندى غازي (عائلة محمد نجاح غازي) السلطات القضائية، «في ضوء التحقيقات التي باتت معروفة بإنزال أشد العقوبات بحق الإرهابيين القتلة وإعدامهم أمام ذوي الشهداء ليكونوا عبرة للآخرين ولوضع حد للموت المتنقل».
وقالت مها القرق باسم آل كرامي: «تعاهدنا في قوى المعارضة على مقاومة الغزاة ومقارعة أي وصاية من شقيق أو غريب، فمشروع الهيمنة مرفوض، والرغبة في الاستئثار جريمة والخضوع للإملاءات خيانة»، مؤكدة «أننا لن ننجر لدفع فاتورة مماثلة للحرب الأهلية تحت أي ظرف أو شرط».
ودعت ابنة الشهيد معروف سعد، منى، إلى التصدي لرصاص المؤامرة بثقافة المقاومة ورفض الاحتكام للسلاح بين أبناء الوطن الواحد.
أما باسكال لحود فرأت باسم التيار الوطني الحر «أننا سنبقى مذنبين ومذنبات إن لم نعمل على نزع الحقوق المدنية عن مجرمي الحروب لتتطهر الذاكرة، فلا يطوّب المهجر زعيماً وطنياً ولا العميل مناضلاً حكيماً ولا السارق بطلاً للإعمار والتنمية». وقالت: «إن لم نفعل ذلك فستبقى تجارة الخوف والدم تجارة رابحة ولن نأمن احتمال أن يخطر لأحدهم أن يعيد تقطيع الوطن على قياس إمارته، غير آبه بأن يمر مقصه على أجسادنا، ولن يطول الوقت قبل أن تصبح الأمومة هي أيضاً، مغامرة غير محسوبة».
واستحضرت ميرنا زخريا باسم آل فرنجية مجزرة 13حزيران 1978 «التي أرادوها لنا قبراً فكانت لنا فجراً»، مذكرة بالأطفال الشهداء.
واستعادت زوجة الشهيد وجدان الحسنية صور استشهاد زوجها ياسر «على يد الغدر لأنّه ينتمي إلى فكر وطني ولا يؤمن بدويلات الطوائف»، داعية الأمهات بإبعاد أولادهن عن الصراعات الداخلية.
ووجهت ابنة عمة الشهيد خليل شومان رسالة إلى الحكومة «غير الدستورية»: «مبروك عليكم وقوف اسرائيل في الصفوف التي اخترتموها. أسيادكم في واشنطن وتل أبيب رسموا الخيار لكم. مشاريعكم ستسقط بفضل دموع أمهاتنا».
وتساءلت دعد عازار، في معرض الحديث عن مجزرة عينطورة: «إلى متى سنبقى نفتقد بوصلة الانتماء والبعض لا يتعظ من حرب رعناء لم تقدم سوى القتل والدمار والمجازر المتنقلة باسم الدين والهوية».
وكانت كلمة الختام لبيروت قلعة العروبة التي احتضنت قضايا التحرر العربي على حد تعبير سمر دوغان التي أوضحت «أنها اللبنانية والبيروتية وابنة الطريق الجديدة، المنطقة التي دفعت ثمن مواقفها الوطنية ولن تسمح لقوى الصهيونية بتحويلها وقوداً لحرب الأخوة مهما بلغت التضحيات».
من جهة ثانية، نظمت أحزاب المعارضة مهرجاناً شعبياً تضامناً مع القدس ورفضاً للانتهاكات اليومية التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المسجد الأقصى.