strong> نادر فوز
انضمّت «حلّوها» إلى الحركات الشبابية الناشطة التي انطلقت حديثاً في ظلّ الأزمة بين السلطة والمعارضة، فاحتلّ «أنصارها» ساحة تمثال «بشارة الخوري» يوم السبت الفائت، مشكّلين سلسلةً بشريةً حولها.
لم تختلف مطالبهم عن مطالب جميع اللبنانين بمن فيهم قوى السلطة والمعارضة: «بدنا حل فوري وسلمي»، «تصرّفوا بمسؤولية قبل فوات الأوان»، «اخترعوا حلاً، نحن نرفض الحرب الأهلية»، «بيكفّي حكي فارغ وخطابات طائفية»...
بعد التفافة أولى حول ساحة «التمثال»، توجه «أنصار» «حلّوها» إلى تقاطع السوديكو قرب مبنى بركات، حيث قاموا بالحركة نفسها، ثم عادوا من جديد إلى نقطة التقائهم حيث وضعوا طاولةً رمزيةً تمثّل طاولة الحوار الوطني.
وقّع المشاركون على عريضة طالبوا من خلالها بـ«حل فوري وسلمي للخروج من المأزق السياسي الحالي»، وطالبوا المسؤولين بـ«متابعة التفاوض» وبإطلاق «حوار فوري يعالج الأزمة»، معبّرين عن رفضهم لحال عدم الاستقرار وللحرب الأهلية.
«نحن مجموعة أفراد، مواطنون لبنانيون معنيّون، لا ننتمي لأي طرف سياسي وسئمنا من كوننا غير ممثّلين ومهمّشين»، تعرّف سحر عسّاف عن مجموعة «حلّوها». ومن السلوكيات التي دعت «حلوّها» المشاركين إلى تبنيها التشديد على طبيعة المشاركة الفردية بعيداً عن الانتماءات السياسية، واحترام «كافة المشاركين الآخرين، وعدم الهتاف بأي شعار والابتعاد عن أي تحيّز حزبي وعدم المشاركة في محادثة عدائية أو الإقدام على أي سلوك عنيف»، وأكّدوا التزام معايير «التحضّر والتهذيب».
تأسّست المجموعة، بحسب عسّاف، بعد إحدى الحلقات النقاشية لكتاب، وهو نشاط أسبوعي تقوم به مجموعة من الأصدقاء. وتقول إنّ «الإحساس بالرفض والقرف ممّا يحصل» دفعهم إلى القيام بهذا التحرّك، فالشباب المشاركون لا يمثّلون سوى إطار تنظيمي عفوي. تصرّ عسّاف على استقلالية المجموعة وعدم تلقيها أيّ دعم معنوي أو مادي من أي طرف. أمّا تكلفة التحرّك، فاستطاع «الأصدقاء المؤسّسون» التكفّل بها.
333 «فرداً» شاركوا بتنظيم سلسلة بشرية، والرقم لم ينل رضى عسّاف التي قالت إنّ «هؤلاء الأشخاص أتوا بفضل جهودنا وعلاقاتنا، وبعض القصاصات التي وزّعت»، ووعدت بأن يكون العدد أكبر في النشاط المقبل.
اتّحاد الشباب
على صعيد آخر، وفي اليوم نفسه،رفع بضع عشرات من الشبان لافتات: «أنا شاب حائز شهادة قد الحيط وليس لدي عمل» و«أنا بنت كل ما إطلع من البيت أمي بتعمل مناحة» في مسيرة نظّمها اتحاد الشباب الديموقراطي تأكيداً على السلم الأهلي ومسؤولية النظام عن حالة عدم الاستقرار التي تنبئ بحرب أهلية. انطلق المشاركون من شارع الحمرا الرئيسي وجابت مسيرتهم فردان وكورنيش المزرعة وسليم سلام وصولاً لشارع مار إلياس.
وزّع «الاتحاديون» بيانين عبّروا من خلالهما عن هواجسهم ومشاكلهم المشتركة كشريحة شبابية، محمّلين النظام القائم على الطائفية والمذهبية والتحاصص المسؤولية الكاملة، على أن يكون «الصراع الحقيقي الذي يجب أن يخاض على مستوى تحقيق جذري في بنية النظام» الذي لا ينتج إلا الفتن والحروب. وطالب شبّان الاتحاد ببناء دولة على اسس المواطنية، «ترعى شؤونهم وتؤمّن لهم العيش بأمان وتعاملهم كمواطنين».
علّق المشاركون على أعناقهم لافتات عديدة تعبّر عن مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ــ الطائفية: «أنا بنت ما معي إدفع آخر قسط لخلّص جامعة»، «أنا شاب أحب فتاة من طائفة أخرى، ولا يمكن أن نتزّوج»، «أنا طالب بجامعة يوم تقفل بقرار إداري ويوم آخر تكون ساحة قتال»، «أنا شاب أعمل 12 ساعة/ النهار، وراتبي 350 ألف ليرة لا يكفي للدخان والتنقلات»، إضافةً للعديد من الشعارات الأخرى.