stronog>أصدقاء لبنان يأسفون لما دفعه خلال حرب حرّض عليها فريق خارج عن الدولة
في موقف أميركي لافت تضمن تحريضاً على فريق لبناني وهجوماً عنيفاً على سوريا وحزب الله، رأى السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان أن «الكثير من اللبنانيين قتلوا وشوهوا خلال العامين المنصرمين على أيدي الذين يفضلون التوتر الطائفي على الديموقراطية والشلل على التقدم»، لافتاً إلى «أن جميع أصدقاء لبنان يشعرون بالأسف للثمن الإنساني والاقتصادي والسياسي الذي دفعه لبنان بسبب الحرب غير الضرورية التي كان حرض عليها فريق خارج عن إطار الدولة متحالف مع سوريا وإيران».
وكان فيلتمان قد زار أمس الرئيس نجيب ميقاتي الذي أمل «أن تثمر الاتصالات الناشطة على أكثر من خط عربي ودولي ومحلي التوصل إلى تسوية للمأزق السياسي الراهن»، مشيراً إلى أن من المهم «في أي حل يطرح، أن تكون كل الأطراف مشاركة فيه، لأن التجارب السابقة أظهرت أنه لا يمكن أن يكتب النجاح لقاعدة الغالب والمغلوب في لبنان، وأنه لا بد من استنباط تسويات ترضي الجميع». وشدد على انه «لا بديل أمام اللبنانيين، مهما بعدت المواقف والآراء في ما بينهم، من الجلوس معاً والتحاور في كل المواضيع لإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم».
وزار فيلتمان رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في قريطم بحضور النائب السابق غطاس خوري، وبعد اللقاء تلا فيلتمان بياناً أسف فيه لأنه كان «السفير الأميركي الأخير الذي شهد على وطنية الرئيس رفيق الحريري ونشاطه وإبداعه، وهو الذي كرسه لدفع مصالح بلده إلى الأمام». وقال: «لقد منحني هذا الشرف الحزين مسؤولية خاصة أحملها بحماسة: تكريس نفسي لضمان استمرارية الشراكات الدولية الذي عمل الرئيس الحريري الكثير على خلقها، من أجل فائدة لبنان والشعب اللبناني»، مشيراً إلى أن لدى «الولايات المتحدة الثقة بأن في استطاعة الشعب اللبناني إدراك أن هذه الشراكات الدولية القوية ليست تهديداً كما يدعي البعض، بل فرص تمكن اللبنانيين من الوصول إلى طموحاتهم بالاستقلال والديموقراطية في بلد يتمتع بالسلام داخلياً وإقليمياً ودولياً».
وتحدث فيلتمان عن التغييرات التي حدثت في العامين الماضيين منذ اغتيال الحريري حيث «كانت شخصيات رسمية سورية تفرض قرارات «صنعت في سوريا» على لبنان. وخلال ساعات قليلة بعد جريمة اغتيال الرئيس الحريري، أسرعت بعض الشخصيات الرسمية اللبنانية لتدمير الدلائل على الجريمة، بإزالة وتنظيف موكب السيارات أملاً بإخفاء الحقيقة. وقبل شهور قليلة فقط كان مجلس النواب اللبناني قد وافق على تعديل دستوري اعترف الكثير منهم بعد حين بأنهم وافقوا عليه مكرهين بسبب ضغوط خارجية وتهديدات».
وأضاف: «أياً كان الذي خطط ونفذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري، لم يكن باستطاعته تصور مرونة الشعب اللبناني»، مشيراً إلى أنه «خلال الأيام والأسابيع التي تلت الجريمة، قرر الشعب اللبناني ــ الدروز والسنة والشيعة والمسيحيون ــ ضم صوته ليدعو إلى حرية لبنان وسيادته واستقلاله. لقد أسمع اللبنانيون صوتهم واستجابت الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في المجتمع الدولي من خلال تكريس الدعم للبنان حر وديموقراطي بحيث تمكن الشعب اللبناني من اتخاذ قراراته المتعلقة ببلده. انسحب السوريون. وبسبب المصالحة اللبنانية الداخلية استطاع أحد القادة المسيحيين الرجوع من منفاه، واستطاع الآخر الخروج حراً من السجن. وخلال الصيف احتفل اللبنانيون بالمجلس النيابي الأول والحكومة الأولى اللذين «صنعا في لبنان منذ عقود».
ورأى أن «الذين شعروا بالتهديد بسبب استرجاع لبنان لسيادته» حاولوا «إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء. فالكثير من اللبنانيين قتلوا وشوهوا خلال العامين المنصرمين على أيدي هؤلاء الذين يفضلون التوتر الطائفي على الديموقراطية والشلل على التقدم. إن جميع أصدقاء لبنان يشعرون بالأسف للثمن الإنساني والاقتصادي والسياسي الذي دفعه لبنان بسبب الحرب غير الضرورية التي كان قد حرض عليها فريق خارج عن إطار الدولة متحالف مع سوريا وإيران. ولكن جميع هذه التطورات الحزينة مع شلل مؤسسات لبنان الدستورية اليوم، جعل من الالتزام الدولي للبنان أقوى بكثير كما ظهر بوضوح عندما حشد أصدقاء لبنان 7,6 مليارات دولار خلال مؤتمر باريس 3 الذي عقد الشهر الماضي لدعم لبنان».
وأكد أن الولايات المتحدة «تنضم إلى الشعب اللبناني في المطالبة بمعرفة الحقيقة وراء الجريمة، والمطالبة بسوق الذين حاولوا إسكات أصوات اللبنانيين الداعين للسيادة والاستقلال إلى العدالة» مشيراً إلى أن «أعظم تقدمة من الشعب اللبناني إلى رفيق الحريري وآخرين كالوزير باسل فليحان الذين قدموا حياتهم من أجل لبنان حر، سيكون بضم أياديهم في مصالحة حقيقية عبر الفروق الطائفية والعمل معاً لبناء لبنان المزدهر والمستقر الذي كرس له الرئيس الحريري حياته».
والتقى فيلتمان وزير الإعلام غازي العريضي.