ثائر غندور
ينقطع التواصل بين المنظّمات الشبابية الموالية والمعارضة، ما يجعل التحضيرات لذكرى 14 شباط ضعيفة داخل الجامعات. وتقول «المنظّمات الموالية» إنّها ستغيب جامعيّاً عن الذكرى خوفاً من تكرار مشهد «الخميس الأسود»

تحضيرات قوى الأكثرية ليوم الرابع عشر من شباط على أوجها. أمّا جامعياً «فالتحضيرات مأساوية»، بحسب سمير العشي منسّق العلاقات العامة في جمعية شباب المستقبل. فمنظمات الرابع عشر من آذار الطلابية تخشى من تكرار مشهد الخميس الأسود، كما أنها تلتزم قرار رئيس الجامعة القاضي بوقف المهرجانات السياسية في الجامعة اللبنانية. من جهة أخرى، تلتزم المنظمات قرارات قياداتها لتأمين أوسع مشاركة في «التجمّع السلمي في ساحة الشهداء، وكل جهودنا مركّزة لإنجاح هذا اليوم»، يقول طوني درويش المسؤول الإعلامي في مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية. بينما يرى ريان الأشقر، الأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي، أن «التحرك سيكون حاشداً رغم أنه رمزي ولن ندخل في لعبة الأرقام».
ويلفت العشي إلى استمرار العمل بالتعميم الصادر عن جمعية شباب المستقبل الذي يدعو طلابه إلى عدم الذهاب إلى مجمّع الحدث «فهم يتعرضون لنا بالاستفزاز والشتائم في الأيام العادية، فكيف في الظروف الحالية؟» يسأل العشي، مضيفاً «قرّرنا أن يكون يوم 14 شباط، يوم الوفاء للرئيس الشهيد، ولن نقوم بأي نشاط جامعي حتى لا نسمح لعصابات الدواليب بالقيام بأي عملية للتشويش على هذا اليوم». يبرر العشي قرار المستقبل بسبب «وجود قوّة مسيطرة على مجمّع الحدث، لا تسمح لأحد بالتعبير عن نفسه وهي مصرّة على أن لا يكون هناك قوى ثانية». كما أن العلاقة بين «جمعية شباب المستقبل» والمنظمات الشبابية في المعارضة منقطعة، «أما في السابق حين كنّا نتواصل بعد أي إشكال فإنّهم كانوا يقولون لنا قوى غير منضبطة». وحدّد العشي «حُسن النية» كأساس للتواصل من جديد، لأن الجامعة برأيه يجب ألا تكون ساحة للتصارع «بل للحوار بين الشباب»، مطالباً بتفعيل نظام المحاسبة في الجامعة اللبنانية. كما أن الجمعية لم تحدّد نقاط تجمّع جامعية، بل تلتزم نقاط التجمّع التي حدّدتها القيادة السياسية.
بدوره، يشير ريان الأشقر إلى إمكان تنظيم المنظمة لعدد من الندوات والمعارض في الكليات التي لا يمكن أن يحصل أي استفزاز فيها مثل كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في عاليه أو بعض الجامعات الخاصة، والتجمّع سيكون محصوراًَ بالنقاط التي حدّدتها القيادة السياسية.
يكرّر طوني درويش تأكيد قيادته السياسية أن التحرّك سلمي، وستوزّع مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية بيان «دعوة للمشاركة في التجمّع، كما ندعو جميع مناصرينا إلى الالتزام بالعلم اللبناني والابتعاد عن الاستفزازت». وتركت مصلحة الطلاب الخيار للطلاب القواتيين بالتجمّع في جامعاتهم أو في النقاط المحدّدة «وسيتم تأمين نقليات من الجامعات».
أمّا على صعيد المعارضة، فتحاول حركة أمل إبراز تميّزها وتبنّيها للرئيس الحريري، «فنحن بقينا حلفاء لمدة طويلة، وله مواقف في موضوع المقاومة يُشهد لها»، يقول الدكتور حسن اللقيس المسؤول عن مكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة أمل. ورأى اللقيس أن لبنان في أمسّ الحاجة إلى شخص مثل الرئيس الحريري، و«هذه مناسبة وطنية لا علاقة للسياسة بها». ولهذا فإن طلاب الحركة «سيقرأون الفاتحة عن روح الشهيد» في كلية الهندسة في مجمّع الحدث، معتبراً إياها فرصة لإعادة التواصل بين الطلاب الجامعيين في المجمّع الجامعي «إذ لا بد أن يشارك طلاب المستقبل». كما لفت اللقيس إلى أن العلاقة مع منظمات قوى الرابع عشر من آذار «خجولة».
وكان طلاب الجامعة اللبنانية في الشمال قد نظّموا معرضاً للصور عن الرئيس رفيق الحريري في الذكرى الثانية لاستشهاده في كلية العلوم في طرابلس، حضره مدير الكلية الدكتور أحمد الرافعي وعدد من الأساتذة والطلّاب. ودعا مسؤول النشاطات الطلابية في تيار المستقبل في الشمال ماهر دملج، الطلّاب إلى المشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس الحريري مؤكداً أن الحريري باقٍ في قلوب جميع اللبنانيين الشرفاء. وفي زحلة (أنجلو البعيني)، قام «شباب الأزهر في البقاع» بزرع خمس شجرات عن روح الرئيس الحريري وشهداء الأقصى وثورة الأرز والمقاومة الوطنية والإسلامية. كما وزّع «طلاب 14 آذار في البقاع» بياناً رأوا فيه أن أبناء هذا الوطن العظيم تعوّدوا البذل والعطاء في سبيل نهضته وعزّته.