strong>وفود رسمية ومعارضة ونقابية وصحافية ودبلوماسية وشعبية جاءت لتحية الرئيس «الجامع لكل اللبنانيين»
أمّ العديد من القيادات والشخصيات السياسية والرسمية ووفود نيابية وروحية وصحافية ونقابية وشعبية ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء في ساحة الشهداء أمس عشية الذكرى الثانية لاستشهاده.
وفي موقف لافت قام رؤساء الطوائف الإسلامية مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بزيارة ضريح الرئيس الحريري معاً وقرأوا الفاتحة على روحه، بحضور ممثل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة الأب الكسي مفرج.
وألقى الشيخ قبلان كلمة خاطب فيها الرئيس الراحل فقال: «جئناك يا أبا بهاء لنجدد العهد معك، ونقول لك بلسان كل لبنان وبلسان كل العرب والمسلمين، خسارتنا بك كبيرة، لن تعوض لأنك كنت سفير الأمة المتجول في دنيا العالم، لتخفف عن لبنان المؤامرات ولتبعد عنه شبح الاعتداءات الإسرائيلية». وأضاف: «رفيق الحريري لم يكن سنياً ولا شيعياً ولا مسيحياً، بل كان لبنانياً أصيلاً موحداً بالله وبرسالة السماء (...) كنت أتمنى أن يكون ولدك سعد هنا ليشاركنا الفرحة بلقائك وأنت عند ربك، حتى نضع الأيدي بعضها ببعض، ونقول للسياسيين موالاة ومعارضة ارحموا هذا البلد، فهذا البلد بلدكم جميعاً، لا فرق بين مسلم ومسيحي، ولا بين سني وشيعي ودرزي».
بدوره ألقى الشيخ نعيم حسن كلمة نوه فيها بمزايا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال:«نحن أبناء الطائفة الدرزية يهمنا الوطن وتهمنا العدالة والمساواة والحقوق المشتركة لجميع أبناء هذا الوطن. لقد تلاقينا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في نظراته وخطواته وفي حلمه من أجل لبنان المستقبل».
كما ألقى مفتي الجمهورية كلمة قال فيها: «عزاء لبنان الوحيد هو في أمرين اثنين، الأول هو في قيادة الشيخ سعد الدين رفيق الحريري لمسيرة والده الوطنية، والأمر الثاني هو في إنجاز المحكمة ذات الطابع الدولي الخاص لمحاكمة الذين قرروا وخططوا وتعاونوا ونفذوا اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه الشهداء وجذبهم إلى ساحة العدالة وإنزال العقاب بهم صيانة للبنان من كل جرائم الاغتيال وتخريب لبنان».
وأضاف: «لقد كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكل اللبنانيين، وإذا أردنا أن نحافظ على مسيرته ومسيرة لبنان الوطنية الجديدة، يجب أن يكون كل اللبنانيين لبعضهم، وأن ينبذوا كل عوامل الفرقة وكل عوامل المذهبية وكل عوامل الطائفية»، وأكد «أن القضية في لبنان سياسية».
كما قام الرئيس الدكتور سليم الحص بزيارة الضريح وقال: «إنها ذكرى أليمة جداً أودت بحياة رجل كبير ومتميز كان له دور مشهود في تاريخ لبنان الحديث. الكل يشهد بذلك، لذا كان رحيله على هذا النحو الفاجع مؤلماً لجميع اللبنانيين دون استثناء. إنها نكبة حلت بلبنان بدليل ما حصل منذ ذلك الحين. كان غيابه حدثاً مؤلماً جداً ومفصلاً في تاريخ لبنان الحديث، والكل يذكر المغفور له الرئيس رفيق الحريري بالخير لما كان له من أياد بيضاء على وطنه لبنان وعلى شعبه رحمه الله».
وقام وفد من كتلة التنمية والتحرير النيابية ضم الأمين العام للكتلة، ممثلاً الرئيس نبيه بري، النائب أنور الخليل والنواب: علي بزي، ميشال موسى وسمير عازار بوضع إكليل من الزهر على ضريح الرئيس الحريري. وأدلى الخليل باسم الرئيس بري بتصريح جاء فيه: «في هذه المناسبة لا بد أن نذكر بأن الراحل الكبير كان ينشد وحدة الوطن في جميع مواقفه، وكان يعمل في سبيل تحصين وتمتين هذه الوحدة بكل ما أوتي من قوة وجهد وإيمان وصبر». وقال: «باسم الرئيس نبيه بري الصديق الصدوق للشهيد الكبير ورفيق دربه، نكرر ما قاله بالأمس، بأنه سيجهد بكل إخلاص لأن يكون هذا العام 2007 عام رفيق الحريري على ما كان يشتهيه للبنان وطناً جامعاً لكل اللبنانيين ووطناً ثانياً لكل العرب ورسالة للتسامح والمحبة».
من جهته، قال النائب بزي: «إن استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو في حجم زلزال كما عبر الرئيس بري، وما زلنا نعيش ارتدادات هذا الزلزال حتى تاريخه».
وقام وفد من قوى المعارضة الوطنية اللبنانية بزيارة الضريح ضم: الوزير المستقيل طلال الساحلي وعضو المجلس السياسي في «حزب الله» الحاج محمود قماطي والمهندس خالد الرواس والدكتور زهير الخطيب والشيخ زهير جعيد والشيخ شريف توتيو. وألقى قماطي كلمة أعرب من خلالها على «تأكيد أحزاب وقوى المعارضة على الوحدة الوطنية كسبيل أساسي لقطع الطريق على أصحاب المشاريع المشبوهة»، مؤكداً أن الرئيس الشهيد هو «شهيد لبنان».
من جهته قال الوزير الساحلي: ««نتطلع إلى كل الفئات أن يكونوا على مستوى المسؤولية في الموالاة والمعارضة لأن كل اللبنانيين ينتظرون أن يتوافق اللبنانيون على حكومة وحدة وطنية». كما لفت الشيخ جعيد في كلمته إلى أن الرئيس الشهيد «كان يسعى دائماً إلى تحصين سلاح المقاومة».
وزار ضريح الرئيس الحريري النائبان غسان تويني ومحمد قباني، ووفد نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم، ووفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب محمد بعلبكي، ووفد المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع برئاسة نائب الرئيس إبراهيم عوض. كما زار الضريح سفراء يمثلون الاتحاد الأوروبي حيث كان في استقبالهم عدد من النواب.
(الأخبار, وطنية)