استغرب وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ استغلال بعض السفراء الأجانب منابر لبنانية لـ «إطلاق مواقف سياسية حامية، بعضها تدخّل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية، وبعضها الآخر تحريض وإقحام للبنان في صراعات دولية وداخلية»، وانتقد التصريح «الناري» الذي أطلقه أول من أمس السفير الأميركي جيفري فيلتمان الذي «حرّض فيه على أطراف لبنانيين، وأطلق أحكاماً وتحليلات»، واضعاً إياه في إطار «الأمر غير المقبول». ووجّه صلّوخ، في بيان أصدره، كلمة لـ«السفير الحريص» على المناسبة الوطنية التي تمثّلها الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، طالباً منه «ألا يعكّرها ويستغلها بسياساته التحريضية، وليصفّ حسابات دولية انطلاقاً من عاصمته، لا من عاصمة لبنان الذي لن يكون منصة لسياسات متعثرة وخائبة»، متمنياً عليه «لو يعمل على إقناع أعضاء الكونغرس الأميركي والغالبية الساحقة من الشعب الاميركي بجدوى هذه السياسات التي يبشرنا بها بكل حماسة».
وإذ أشار الى أن تصريحات فيلتمان «انتهاك للأصول التي ترعى عمل السفراء في البلدان المضيفة، وتحديداً لمعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ولمصلحة لبنان التي يدّعي هؤلاء الحرص عليها»، لفت الى أنه «ليس في مصلحة فيلتمان استحضار عدوان تموز الذي يعرف القاصي والداني من غطّاه ومن زوّد المجرمين القائمين به الأسلحة الفتاكة ومن سيتحمّل، عاجلاً أم آجلاً، أثمانه السياسية».
وردّ عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن على «الكلام المليء بالنفاق» لفيلتمان متهماً اياه بـ «اعتماد لغة التحريض». وتساءل الحاج حسن في مؤتمر صحافي أمس: «هل هي مصادفة أن تأتي هذه الجريمة النكراء (تفجير عين علق) في اليوم التالي للتصريح المليء بالنفاق الذي أدلى به فيلتمان، باعتماده لغة التحريض والفتنة بين اللبنانيين، وكأن هناك أمر عمليات لإثارة الفتنة».
وانتقد محاولة فيلتمان البروز بصفة «الدبلوماسي الحنون، وصاحب القلب العطوف على لبنان»، وذكّره بأن «حرب تموز، باعتراف رئيسة دبلوماسيتك (كوندوليزا) رايس وبنتيجة تحقيقات لجنة فينوغراد، وبنتيجة اعترافات ادارتك وإدارة حليفتك وربيبة إدارتك إسرائيل، هي حرب أميركية القرار والتمويل والتغطية والتسليح وإسرائيلية التنفيذ». وذكّر بدور الإدارات الأميركية المتعاقبة في تاريخ لبنان، متسائلاً: «من منا ينسى دين براون ومشروع ترحيل المسيحيين وتقسيم لبنان؟ من منا ينسى الاجتياحات الإسرائيلية المتعاقبة والتغطية الأميركية الفاضحة لها، عبر الاستخدام المتكرر للفيتو الأميركي في مجلس الأمن لمنع إدانة إسرائيل، خصوصاً إثر مجزرتي قانا؟ من منا ينسى الاستخدام الإسرائيلي المتكرر للقنابل العنقودية والانشطارية والفوسفورية وكلها أميركية الصنع والتمويل؟ من منا ينسى تصريح جون بولتون عن عدم إمكان المقارنة الأخلاقية بين القتلى المدنيين اللبنانيين والقتلى المدنيين الإسرائيليين خلال عدوان تموز؟ من منا ينسى تصريح رايس عن ولادة الشرق الأوسط الجديد من رحم معاناة حرب تموز؟».
وأمام هذه الوقائع، أكّد لفيلتمان أن لبنان «لن يتحقق بناؤه إلا من خلال إبعاد وصايتك ووصاية ادارتك عنه. نحن لا نحتاج الى نصائحك المسمومة، ولا الى شراكتك الغدارة التي تعطينا الكلام المعسول والمسموم وتسلّح عدونا بكل أنواع الأسلحة وتدعمه بلا حدود. نحن لا نحتاج الى تصريحاتك التي تزرع الفتنة بين اللبنانيين، ولا الى نصائحك التي تحرض بعض اللبنانيين على البعض الآخر»، داعياً «الشركاء» في الوطن الى ضرورة التنبّه الى مخاطر سياسة فيلتمان وإدارته، من أجل الإجماع على الإعلان عنه أنه «شخص غير مرغوب فيه».
(وطنية)