اتّهم رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون كل من يسرع في توظيف الجريمة السياسية بكونه «الأقرب لارتكابها»، مشيراً الى أن الاتهام المباشر يعني «أن الذي يتّهم، هو الذي يعلم».ونافياً إيمانه بالتنبّؤات، ومبدياً خوفاً من «المبصّرين» من «أن يكونوا هم من يفتعلون الجرائم»، فسّر واقعة استهداف المواطنين بجريمة المتن الشمالي، بأنها سعي لـ«إشاعة جوّ من التخويف»، لكونها لم تستهدف المسؤولين السياسيين، لافتاً إلى وجود صلة بين المدلول السياسي لهذه الجريمة والمطالبة بالأمن الذاتي.
وانتقد عون، في تصريح إلى قناة «المنار»، مسارعة بعض السياسيين في الاستنتاج والاتهام وتوظيف الجريمة لمآربهم الشخصية، مشيراً إلى أن هدف هذا الأمر «ضرب أي تسوية أو حلّ للأزمة ».
ومشكّكاً بعمل وأداء لجنة التحقيق الدولية التي لم تتوصّل إلى الكشف عن الجرائم الـ15 التي حصلت، «رغم توافر الإمكانات والوسائل التقنية»، انتقد أداء الأجهزة الأمنية اللبنانية «المولجة بمراقبة العماد عون»، ووزير الداخلية الذي «لا يشعر بمسؤوليته».
وفي حديث إلى قناة «الجزيرة»، أكد عون أن هدف العملية «ضرب الاستقرار والوحدة الوطنية وخلق البلبلة». وانتقد الاتهامات «العشوائية» التي تزرع الشكوك والقلق عند الناس، وحذّر اللبنانيين من مغبة «الوقوع في الشرك، والانسياق وراء الدعايات والتصاريح السياسية».
وإذ استبعد إمكان أن تؤدي جريمة المتن إلى إنتاج فتنة، تساءل: «لماذا استهداف المسيحيين وسياسييهم ومناطقهم؟»، وأكّد وجود محاولات لـ«عرقنة» لبنان، مضيفاً: «كل من يشجّع على سياسة الخلاف في لبنان، سواء مراجع دولية أو محلية، ولا يريد التفاهم وحكومة الوحدة الوطنية والتفاهم الشامل، هو من يشجّع على التصادم».
وأشار إلى وجود تسوية كانت مطروحة خلال الأيام الماضية، و«حصلت على موافقة مبدئية، ولا سيما من المعارضة. لكن، هناك فريق في السلطة لا يزال متأخراً في الإجابة، ويجب عليه أن لا يضيع الوقت»، لافتاً إلى أن «هناك أفرقاء يسعون إلى عرقلة الحل لأنهم يملكون أهدافًا أبعد». وترك هذه المســـألة لـ«من يطبخ الحل، وهم يعلمون من وكيف»، ورأى أن بإمكان المتضرّرين «أن يعرقلوا هذا الحل بأي وسيــــلة ثانية، بما فيها التفــــجير».
(الأخبار)