نالت كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال ـ 2 نصيبها من انفجار عين علق، ففُجعت بوفاة ابنها الطالب في السنة الأولى ميشال عطار وجرح زميليه هالة مظلوم وألان الخوري
اتّشحت كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال ـــ الفرع الثاني بالسواد، ووزع «الرفاق» صور زميلهم ميشال عطار في أرجاء الكلية، مستنكرين الحادث الإجرامي الذي أودى بحياته وهو متوجه إلى الكلية لمتابعة دروسه، فيما أعلن عميد الكلية الدكتور كميل حبيب تعطيل الدروس لثلاثة أيام، حداداً.
رحل ميشال فؤاد عطار ولم يبق منه سوى بضعة أشلاء في براد مستشفى سرحال في الرابية ومحفظة جيب تتناقلها أيادي الأجهزة الأمنية. كيلو من المتفجرات تحت مقعده ختمت ثمانية عشر ربيعاً، وتركت اللوعة في قلب والدة ثكلى وصديقة لفظ أنفاسه الأخيرة في أحضانها، وهي ترقد في غرفة العناية المركّزة في المستشفى نفسه.
هلا مظلوم لا تزال تحت تأثير المخدّر «والصدمة»، هلا التي كانت تستقلّ الباص بصحبة ميشال متوجّهة إلى الكلّية، ترتعد في سريرها الجديد بعدما شهدت رفيقها يهوي أمام ناظريها. ويروي شقيق هلا، إيلي مظلوم، تفاصيل الحادث، وهو يراقب والدته تترنّح عند باب غرفة ابنتها «من هول الصدمة التي كادت تودي بشقيقتي». يقول إيلي إنّه أوصل شقيقته الصغرى إلى الفنار وعاد ليوصل هلا إلى «موقف الباصات». تركها بعدما أوصى ميشال بها وعاد إلى عمله. لم يكد يصل إلى منتصف طريقه حتّى سمع انفجاراً قويّاً، ظنّ للوهلة الأولى أنّه «صوت الرعد»، إلاّ أنّ خاله الذي كان يجلس بجانبه في السيّارة «خمّن» بأنّ «ذاك الصوت هو صوت انفجار». لم يحتمل إيلي قول خاله، فتراءى له بأنّ «باص هلا هو الذي انفجر». عاد إلى المكان الذي أنزل فيه شقيقته بعدما تأكّد الخبر من أنّ «حافلة ركّاب انفجرت في عين علق»، أوّل شيء رآه كان شقيقته «وفي أحضانها بعض ما بقي من ميشال، كانت تنظر إلى خالي لكنّها لم تكن قادرة على التركيز، تارة تنظر إلينا وأخرى إلى رأس ميشال». كانت إحدى عينيها تنزف ووجهها «الممزّق» ينزف أيضاً. حاول خالها انتشالها فيما انشغل شقيقها بمناداة الصليب الأحمر لنقلها إلى المستشفى. نصف ساعة تمكّن خلالها القريبان من «احتجاز» سيّارة إسعاف تنقل هلا إلى «أقرب مستشفى»، في تلك الأثناء، كانت الوالدة «تجول على مستشفيات المنطقة لمعرفة مكانها بعدما لم تجدها في مستشفى أبو جودة الذي كانوا ينقلونها إليه».
وجدتها «أمّي بعد عشرات الجولات في مستشفى سرحال وهي تعاني كسوراً في رجليها وندوباً في وجهها، إضافة إلى نزيف في إحدى عينيها تمت معالجته إثر عملية طارئة».
أما أسرة الطالب آلان جورج الخوري فآثرت نقله من مستشفى سرحال إلى مستشفى الجعيتاوي نظراً لإصابته بحروق في وجهه ورجليه. وقد خضع أمس لعملية جراحية في يده التي أصيبت بكسور جراء الحادث. لم تبلغ العائلة آلان بوفاة صديقه ميشال لأنّه، بحسب أخيه ألفريد ليس واعياً لأي شيء. رفض الفريد التعليق على الجريمة مكتفياً بالقول: «منيح اللي ضل طيب الله يستر من الأعظم». كما حرص على التأكيد أنّ أخاه لا يتعاطى الشأن السياسي، علماً أنّ رئيس حركة لبناننا سامي الجميّل عاد ألان في المستشفى، خلال جولته التفقدية على المستشفيات التي توزّع عليها ضحايا وجرحى الانفجار.
وكان مدير الفرع الدكتور سمير طنوس وعدد من أعضاء مجلس الكلية ومجموعة من الطلاب قد عادوا الجريحيْن في المستشفيات حيث اطمأنوا إلى صحتهما وتوجهوا بالتعازي إلى ذوي عطار.
من جهتها، رفضت مصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية «هذا الأسلوب من الأعمال الإجرامية الذي طاول ابن المتن الرفيق الشهيد ميشال فؤاد عطار وأصاب كلاً من الرفاق الطلاب السي صياح، هلا مظلوم وآلان خوري الذين كانوا متوجهين إلى كلياتهم». وأكدت مصلحة الطلاب «للقتلة أنّ السقف حدده بيار الجميل باستشهاده وأنّ هذه الأساليب لن تزيد طلاب الكتائب إلاّ تمسكاً بالمسيرة الاستقلالية التي يشارك فيها اليوم بقوة التي نحن سائرون عليها حتى الاستشهاد ليحيا لبنان».
يذكر أنّ عطار هو من مواليد 16/1/ 1989 بيت الشعار حيث سيوارى في الثرى، الثالثة من بعد ظهر غد، بعد الصلاة على جثمانه، في كنيسة مار مخايل، في البلدة.
(الأخبار)