جورج شاهين
دفع الانفجار المزدوج لباصي الركاب على طريق عين علق صباح امس الى نقل اجتماع مجلس الامن المركزي الذي كان مقرراً في وزارة الداخلية للبحث في الخطة الامنية التي تواكب احتفالات ساحة الشهداء في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الى السرايا الكبيرة بدعوة من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
فحلّ بنداً إضافياً على جدول الاعمال حيث تبودلت المعلومات المتوفرة حول الوقائع والنتائج الاولية للانفجارين، وما يمكن عمله لتدارك النتائج، كما تبلغ المجتمعون الخطة الامنية التي اقرت لكل لبنان بالتنسيق بين مختلف القوى الامنية والعسكرية لمواكبة احتفالات ساحة الشهداء.
ترأس السنيورة ظهر امس الاجتماع وحضره وزير الداخلية حسن السبع، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، المدير العام لامن الدولة بالوكالة العميد الياس كعيكاتي، وممثل قيادة الجيش العميد فرنسوا حاج، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري ومحافظ بيروت بالوكالة ناصيف قالوش.
في بداية اللقاء، تحدّث السنيورة لافتاً الى مخاطر استمرار التفجيرات في المناطق اللبنانية عشية اي استحقاق، معتبراً ان في الانفجار إشارات خطيرة لكون ما حصل بدأ يستهدف المواطنين الآمنين في تنقّلاتهم إلى مقارّ عملهم والطلاب في طريقهم الى الجامعات. وتوقف عند استهداف منطقة المتن الشمالي ذاتها اكثر من مرة، مع الاشارة الى ضرورة مراقبة تحركات عناصر احدى الفئات الموجودة فيها.
وبعدها توالت المداخلات الأمنية، وشرح القادة الأمنيون ما توفر لديهم من معلومات عن الحصيلة الأولية للانفجارين والتقرير الذي وضعه الخبراء العسكريون الذين شدّدوا على زرع العبوات داخل الباصين في عملية هي الأولى من نوعها في الشكل والتخطيط.
ولفت وزير الداخلية في مداخلة قصيرة الى «جهات حزبية لم يسمِّها»، وربط بين الحادث والتوقيفات الاخيرة التي شملت بالاضافة الى الاشخاص مصادرة كميات متنوعة من الاسلحة، رابطاً ذلك بوجود فاعل للطرف الحزبي في المنطقة عينها. ونقل عن الرئيس السنيورة اشارته في نهاية الاجتماع الى جهة حزبية معينة، وربط بين الجريمة والنتائج السلبية التي آلت اليها مهمة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق.
وفي جانب من الاجتماع، تبلغ المجلس الخطة الامنية التي وضعتها الاجهزة الامنية اليوم لمواكبة الاحتفالات في ساحة الشهداء وهي تتركز على المحاور الآتية:
ــ يتولى الجيش اللبناني الفصل بين المعتصمين من المعارضة من محيط برج الغزال نزولاً الى البيت المركزي للكتائب ومن محور مار جريس ــ بناية العازارية،
ــ تتولى عناصر الجيش وقوى الامن مراقبة ساحات الاعتصام من سطوح المباني المشرفة عليها.
ــ انشاء غرفة عمليات مؤقتة للقوى الامنية خلف بيت الكتائب في الصيفي.
ــ مواكبة حركة انتقال القوافل من المناطق اللبنانية كلها من الشمال الى اقليم الخروب ومن البقاع الى بيروت.
وبعد الاجتماع قال السبع: ان الاجتماع ركز على كيفية حصول التفجيرين حسب المعلومات المتوافرة، والتي تفيد بأن الحافلتين انطلقتا من ساحة بتغرين، وقد انطلقت الأولى قبل عشر دقائق من الثانية، وعند وقوع الانفجار الأول حصل ازدحام سير، فيما وصلت الحافلة الثانية التي أرادت تجاوز السيارات فأقفلت الطريق أمامها، فنزل سائقها لمعرفة ما يحصل وإذ بحافلته تنفجر. واللافت أن العبوتين وضعتا داخل الحافلتين، واحدة تحت المقعد الخلفي من ناحية الشمال، والثانية فوق الدولاب الخلفي من الحافلة الثانية، بدليل أن إلاسفلت تحت الحافلتين لم يتأثر بالانفجار. وأضاف: «إن التحقيق جار الآن بشأن ما قاله شهود عيان من أن رجلاً كان يحمل حقيبة صعد الى الحافلة ثم نزل منها ومعه الحقيبة، وشوهدت امرأة صعدت الى الحافلة الثانية ونزلت منها على الطريق، لكن السائق لم يتذكر اذا كانت تحمل في يدها أي شيء».