رفع الانفجار الذي وقع صباح أمس في منطقة المتن من «معنويات» أنصار قوى الرابع عشر من آذار في منطقة البقاع، وقرروا «مواجهة» آلة الموت والإجرام، على حد وصف قيادي محلي في فريق 14 آذار في زحلة والبقاع الأوسط و»النزول» بكثافة إلى ساحة الشهداء بدءاً من صباح اليوم الباكر، على الرغم من تفجير «عين علق» والأمطار الغزيرة والجوّ العاصف.وقالت مراسلة «الأخبار» في شتورا نيبال الحايك إن أنصار تيار المستقبل في البقاع الأوسط كثّفوا من تحركاتهم الميدانية للتأكيد على «النزول» الى ساحة الشهداء. ونقل مراسل»الأخبار» في البقاع الغربي أسامة القادري أن مواكب سيارة انطلقت ظهر أمس في مختلف قرى المنطقة لتأكيد ضرورة المشاركة اليوم في ذكرى اغتيال الرئيس الحريري، كما انطلقت مسيرات مماثلة في منطقة راشيا رافعة صور الحريري وأعلام الحزب التقدمي ورئيسه النائب وليد جنبلاط. وقالت مراسلة «الأخبار» في بعلبك عبادة كسر إن تيار المستقبل في المدينة يزمع تنظيم سلسلة أنشطة اليوم وخلال الأيام المقبلة بمناسبة ذكرى استشهاد الحريري. وأفاد مراسل «الأخبار» في البقاع الشرقي نقولا ابو رجيلي أن مواكب سيارة مشتركة بين «المستقبل» والقوات اللبنانية انطلقت من كفرزبد والفاعور ورياق وابلح وتربل داعية الأهالي إلى عدم الخوف من التفجيرات، آملة المشاركة الكثيفة في ساحة الشهداء.
وأفادت مراسلة «الأخبار» في البترون ريتا شاهين أن اللجان المكلفة في قوى 14 آذار كثفت أمس اجتماعاتها ولقاءاتها التحضيرية في قرى وبلدات البترون ساحلاً وجرداً من أجل تشكيل أضخم حشد شعبي للمشاركة في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وتوقعت مصادر في اللجان التحضيرية مشاركة كثيفة للقوات اللبنانية والكتائب ومناصري النائب بطرس حرب حيث تم حجز ثلاثين حافلة نقل ستحضر إلى المدينة عند السابعة صباحاً حيث سيكون التجمع أمام مكتب النائب أنطوان زهرا على الخط الساحلي البحري القديم، وأشار رئيس إقليم البترون الكتائبي المهندس سامر جورج سعادة بعد اجتماع عقد عصراً في البيت المركزي للحزب في البترون أن الكتائب ستشارك في هذا اليوم على الرغم من الحادثة الأليمة.
وفي صيدا (خالد الغربي) كان سائق الباص أبو حسين سلامة ينزع بسلاسة صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث يركن حافلته داخل موقف ساحة النجمة الذي يتسع لمئات الحافلات التي تقل الركاب باتجاهات مختلفة، ليس لتغير قناعته، بل لأنه سيكون اليوم واحداً من المئات من أصحاب وسائقي الباصات ممن تم استئجار باصاتهم لتقل المشاركين الصيداويين إلى وسط بيروت، «كنت بتمنى أن تبقى الصورة الى جانب صور الشهيد رفيق الحريري بس ياخيي ما بدنا نعمل حزازيات، قلنا منشيلها أفضل وللضرورة أحكام». قد تنسحب حال هذا السائق على العديد من أترابه، لكن ليس هذا ما يقلق هؤلاء بل الهم الأمني المتعلق بحادث تفجير الحافلتين أمس، وما يبدد المخاوف الإجراءات الأمنية التي ستتولاها فرق أمنية من القوى الأمنية ومن تيار المستقبل حيث ستخضع الباصات لتفتيش دقيق فضلاً عن الرقابة الأمنية الذاتية من جانب أصحاب هذه الباصات. ولتخفيف هذا القلق سارعت سيارة تابعة لتيار المستقبل إلى بث تطمينات عبر مكبر للصوت تقول «لا يهمك .... ما في شي بيخوّف خلينا نكون كتار ومش حا يرهبونا لا هني ولا متفجراتن». «شدوا الهمة يا شباب بدنا بكرا كل صيدا تكون مشاركة»، يقول أحد مسؤولي التيار الذي تقوم عناصره بحثّ الأهالي على المشاركة الكثيفة وتدوين الأسماء، «كل شيء مؤمّن وفي سيارة إسعاف ستواكبكم» ينهي المسؤول كلامه. ومع انتشار اللافتات من وحي الذكرى التي ذُيّلت بأسماء العائلات الصيداوية المتعددة والقطاعات الإنتاجية والهيئات الروحية والنقابية والاجتماعية والحزبية وكذلك الصور العملاقة للرئيس رفيق الحريري فإن ما لفت هو تلك اللافتات المذيلة بتوقيع «أصدقاء أحمد الحريري» وهو نجل النائب بهية الحريري . وتواصلت الاحتفالات في صيدا وشهدت الجامعات والمدارس نشاطات متنوعة كما أطلقت «البالونات» التي تضم ألوان العلم اللبناني مغطية سماء المدينة، وانتشرت حواجز محبة قامت بتوزيع صور مختلفة للرئيس الحريري.
(الأخبار)