دعا عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي خريس جميع اللبنانيين إلى «وقفة وطنية مسؤولة» من أجل «دفع الخطر عن لبنان، والدخول في رحاب الحلول الناجعة»، مؤكداً فشل رهان البعض على انتظار شهر آذار «لتفسير الكوابيس، وليس الأحلام»، وتحديداً على إمكان عقد جلسة نيابية من دون الرئيس، لأن هذا الأمر «خط أحمر».ولفت إلى أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري «جعل العالم في خدمة لبنان، ولم يجعل لبنان في خدمة المشاريع الدولية أو تحويله ضيفاً ثقيلاً يحلّ على لعبة الأمم»، أشار خريس إلى أن تغييب ثابتة المشاركة والطعن بالمؤسسات «ينسفان المفاهيم والثوابت التي أطلقها الحريري وعمل على صيانتها».
وكان خريس قد مثّل رئيس مجلس النواب نبيه بري في رعايته احتفالاً حاشداً أقامته حركة «أمل» في صور، إحياءً للذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، في حضور النائب محمد قباني ممثلاً رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، النائب حسن حب الله على رأس وفد من «حزب الله»، ممثل النائب بهية الحريري سعد الدين الحريري (أبو محمود)، مفتي صور الشيخ محمد دالي بلطة، ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وجمع من الشخصيات النيابية والروحية ورؤساء البلديات ومجالسها وفاعليات.
وبعد أن استهلّ الاحتفال بكلمة تعريفية ألقاها المخرج المسرحي غازي قهوجي، أشار حب الله إلى أن صاحب الذكرى كان «رائداً في الوحدة والإعمار، وسنداً للمقاومة»، مطالباً بإنشاء المحكمة الدولية «الجنائية، وغير المسيّسة»، لأن «من يغطّي القاتل هو شريك».
بدوره، أكّد المفتي بلطة أن الحريري «لم يكن مذهبياً ولا طائفياً ولا ضيّق الأفق»، وشدّد على أن كشف حقيقة اغتياله «قضية أخلاقية»، وأن تسييس المحكمة «لا يصبّ في مصلحة أحد».
واستهلّ خريس كلمته بالإشارة إلى أن إحياء المناسبة في مدينة الإمام موسى الصدر صور «تأكيد على عمق الخسارة التي يشعر بها الجنوبيون بغياب الراحل الكبير»، لافتاً إلى سعي بري في مواجهة تداعيات جريمة الاغتيال كي لا يدفع لبنان الثمن مرتين: «مرة بخسارة هذا الرجل الكبير، وأخرى بالسقوط في فخ الفتنة والتباعد والانقسام».
ودعا خريس إلى تحويل المناسبة الوطنية الكبرى إلى «حافز للعودة إلى لغة المنطق والحوار الهادئ والمسؤول، بعيداً عن روح الاستئثار والتفرد والمكابرة»، وإلى «إبقاء المحكمة الدولية عنصر إجماع، كما أقرّها مؤتمر الحوار الوطني، وإبعادها عن التجاذبات، لأن الرئيس الشهيد هو رجل بحجم وطن وقضية، ولا أحد يتساهل في موضوع الحقيقة ومحاسبة القتلة".
وإذ أشار إلى أن «الجنوح باتجاه العنصر الدولي لا يبني وطناً ولا يصنع استقراراً»، طالب اللبنانيين بضرورة «حماية الوطن أمام مظاهر وظواهر الفتن والتفتت التي تحضّر لها أميركا في منطقتنا»، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي «يسعى للانتقام من إخفاقاته وهزائمه في لبنان باستحضار الفتنة».
وختم خريس بالتذكير بالأمانة التي تركها الحريري، وهي تتلخّص بـ«المصلحة الوطنية، الميثاق الوطني، العيش المشترك، والوحدة»، مستشهداً بقول بري إن «وصية الصديق الشهيد رفيق الحريري، في هذه اللحظة السياسية، هي تأكيد الوحدة الوطنية والعمل لتفسير حلمه في استعادة دور لبنان».
(وطنية)