صيدا ــ خالد الغربي
ضغط الانقسام السياسي على أجواء المشاركة الجنوبية. كان ذلك واضحاً من تعليقات المنطلقين من صيدا إلى بيروت.
«اليوم بدنا نفرجي الشيعة مين هني الأكثرية»، هكذا تقول إلهام مزبودي من بلدة كترمايا في إقليم الخروب في انتظار حصول زوجها على مبلغ مالي وقسيمة بنزين من مركز الانطلاق الرئيسي أمام ثانوية رفيق الحريري عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا الذي أقيم للمشاركين الصيداويين والجنوبيين وعدد من قرى إقليم الخروب، جراء وضع سيارته في الخدمة لنقل أفراد عائلته للمشاركة في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الحريري.
وعلى وقع «شيخ سعد لا تهتم عندك رجال بتشرب دم.. وبدك عسكر تا نلبس»، وفيض الشتائم التي طالت السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون، انطلقت مئات الحافلات والفانات والسيارات بعدما تجمعت عند البولفار الشرقي قرب ثانوية الحريري؛ وبعدما تزود ركابها بالقسائم والوجبات الغذائية والمياه، فضلاً عن «عدة الشغل اللازمة» من أعلام لبنانية وصور الحريري «الأب والابن» والشال الأزرق
وشعار الحقيقة.
وما لفت أن الطبقية عمت المشاركين، فالحافلات الفخمة خصصت لنقل موظفي ومدراء المصارف والمستشفيات والمعلمين والتجار والصناعيين، والفانات للعامة من الأحياء الشعبية.
وحضر بشير الجميل للمرة الأولى إلى صيدا، عبر صورة له رفعتها حافلة يتيمة للقوات اللبنانية لبس من بداخلها زي القوات الحربي رافعين الأعلام القواتية والكتائبية. وعرّف المسؤول عنها للمشرفين إلى مركز التموين التابع للمستقبل «نحنا من عند أبو جبران وين الغراض».
وكان الإقفال العام قد عم بشكل كامل مدينة صيدا، حيث أقفلت المحال والمؤسسات التجارية أبوابها، ولم يحل ذلك دون جولة لرئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف على المحال «أرني حتى يطمأن قلبي»، قال الشريف لمن واكبه في الجولة.
مصادر لجان تيار المستقبل ومؤسسة الحريري في مدينة صيدا قدرت عدد الحافلات والسيارات التي أقلت الحشود الصيداوية المشاركة والمسجلة لديها بنحو 800 حافلة بين كبيرة «بولمان» ومتوسطة وصغيرة، وأكثر من ألف سيارة، فضلاً عن عشرات المواكب لمواطنين توجهوا بسياراتهم الخاصة إلى وسط العاصمة.