تعددت أشكال مشاركة قرى وبلدات جبل لبنان وتنوعت بين الساحل والجبل. فمن المتن الشمالي أفادت مراسلة «الأخبار» رندلى جبور أن «الصخب الصباحي الاستثنائي انتقل من المتن الشمالي أول من أمس إلى ساحله أمس مع فوارق عدّة في طبيعته وأهدافه، وبعدما كان الحدث المتني في عين علق أصبح في منطقة نهر الموتحيث تجمّع مناصرو القوات اللبنانية وتيار المستقبل القادمون من مناطق الشمال للتوجّه إلى ساحة الشهداء إحياءً للذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. تأخّر الموكب الرئيسي في الوصول أكثر من ساعة، فاشتغلت الهواتف الخلوية لتسأل: «شو؟ وين صرتو؟ يللا بسرعة..» ووجّهت الأنظار إلى عقارب الساعة التي أشارت إلى الحادية عشرة. توقّف الموكب أكثر من مرّة على الأوتوستراد الممتد بين ضبية والدورة مروراً بأنطلياس بهدف إظهار الحشد، قبل أن يصل إلى نقطة نهر الموت حيث تركزت الكاميرات منذ الصباح الباكر بالتنسيق مع المسؤولين الحزبيين المشرفين على التجمّع. إشارات السير الغائبة عن هذه الطريق أضاءت الأحمر لتتجمّع الباصات والفانات المرقّمة إضافة إلى السيارات العمومية والدراجات النارية، ويبدأ البث المباشر.ارتفعت الأعلام القواتية وأطلق حاملوها شعارات: «الله قوات حكيم وبس» و«وحدا بتحمي الشرقية القوات اللبنانية»، فننسى للحظة أن المناسبة هي ذكرى اغتيال الرئيس الحريري مؤسس تيار المستقبل. ولعلّ أهالي بلدة باب التبانة الشمالية نسوا الذكرى أيضاً فرفعوا بدورهم أعلام القوات اللبنانية بعدما كانوا قد لصقوا صور النائب سعد الحريري على وسائل النقل التي استقلّوها في المناسبة. وكانت «برمة العروس» ضرورية إذ عادت بعض السيارات التي قدمت من الشمال لتعكس الاتجاه من تحت جسر نهر الموت وتعود فتسلك من جديد الأوتوستراد قبل أن تتجه «فعلياً» إلى ساحة الحرية. واستغلّ بعضهم المناسبة ليرفع شعارات منددة بالتيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون وقد كتب على لوحات برتقالية اللون: «التيار العوني جمعية الرفق بأصدقاء سوريا»، فيما اكتفى البعض برفع عبارة «والله اشتقنالك»، التي انتشرت أخيراً بشكل كثيف في المتن على لوحات إعلانية ضخمة تصوّر الرئيس الحريري. الجيش اللبناني انتشر على طول الساحل المتني بين ضبية والدورة فيما انتشرت «زمامير الحكيم» بين السيارات التي قدمت «بالمفرّق» من المناطق المتنية الداخلية.
المحالّ التجارية في المتن أقفلت مع استثناءات وعاد بعضها ليفتح أبوابه مع تقدّم ساعات الصباح، وقد ساهم انفجارا الباصين أول من أمس في المتن الشمالي بإضافة مناسبة جديدة للتعطيل إذ شلّت الحركة في شكل كبير في بلدات وقرى المتن، وخصوصاً تلك المجاورة لعين علق، وتكثّفت الحركة الأمنية في كل المنطقة منعاً لأعمال مخلّة بالأمن من جانب المتجهين إلى وسط بيروت من جهة، وتفادياً لدخول أي كان إلى مسرح الجريمة من جهة أخرى.
مراسل «الأخبار» في قضاء عاليه عامر ملاعب أشار إلى أنه منذ ساعات الصباح كانت الاستعدادات قد اكتملت في قضاء عاليه جرداَ ووسطاً وساحلاً ومنطقة المتن الاعلى للمشاركة في إحياء الذكرى، وكان الحزب التقدمي الاشتراكي الحاضر الأكبر بمحازبيه. وكان التجمع الأساسي أمام «نادي مدينة عاليه» وفي «ساحة الشهيد كمال جنبلاط»، في ظل مواكبة عناصر التنظيم في الحزب التقدمي الاشتراكي. وفي جرد عاليه وقرى بحمدون والجوار، كانت ثمة تجمعات في صوفر ورويسات صوفر. في حين أطلت للمرة الأولى «الحركة اليسارية اللبنانية» برئاسة منير بركات مع عدد من المناصرين. المشهد نفسه تكرر في المتن الأعلى، وشهدت حمانا مشاركة مناصري القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار والنائب عبد الله فرحات، فضلاً عن مناصرين للكتائب اللبنانية.
ولبّت منطقة الشوف اليوم دعوة قوى 14 آذار للمشاركة، وسط إقفال تام، وتوجه عدد كبير من الأهالي إلى بيروت. وقد سلكت المواكب في الشوف منطقة عاليه وصولاً إلى بيروت. كما شهدت ساحات قرى وبلدات إقليم الخروب الأعلى والأوسط والساحلي حشوداً كثيفة للمشاركة.
وأفادت مراسلة «الأخبار» في قضاء جبيل جوانّا عازار أن موكب شباب المستقبل من مدينة جبيل انطلق صباحاً بعد أن تجمّعوا على اوتوستراد جبيل. وقبل أن ينطلق شباب المستقبل، بدأ القواتيّون بالتوافد إلى أوتوستراد جبيل. المسؤول عن مصلحة طلاب القوّات اللّبنانيّة في جبيل جيلبير سمعان قال «اللّه معنا، نحن لا نخاف هطول المطر». الباصات حسب سمعان نقلت المشاركين دون بدل نقل كما تجري العادة في جميع النشاطات التي تقوم بها قوى 14 آذار.
أمّا مناصرو الكتائب فقد شاركوا أيضاً في الذكرى وانطلقوا من أمام المكتب الاقليمي للكتائب في جبيل. رئيس اقليم الكتائب في جبيل جوزيف باسيل قال «للأخبار» إنّ الكتائب أقامت تجمّعين: واحد في جبيل للآتين من الجهة الشمالية لجبيل، وآخر في نهر إبراهيم للآتين من الجهة الجنوبيّة للمدينة.
(الأخبار)