strong>تسعى الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية إلى جمع الأطراف المتناحرة لإعادة الحياة الأكاديمية والسياسية إلى عقالها. فالهيئة بتركيبتها صورة للمشهد الطالبي المتنوّع، ولذلك بادرت إلى طرح مشروع ميثاق شرف على القوى الطالبية
أقرّت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية في اجتماعها أمس، مشروع «ميثاق شرف» بين القوى السياسية في الجامعة، على أن يتم الاتصال بمسؤولي المكاتب التربوية بغية عقد لقاء لتوقيع الميثاق. يهدف المشروع إلى تحييد الجامعة عن الصراعات السياسية والحفاظ على الحياة الأكاديمية داخل الحرم الجامعي. وتنشر «الأخبار» في ما يأتي نصّ مشروع الميثاق:
«في ظلّ المناخ السياسي الراهن، مع ما يرافقه من تشنج أفضى إلى ما أفضى إليه من الفوضى والعنف، نرى من واجبنا الوطني والأكاديمي أن نعيد التذكير بجملة من القيم الديموقراطية التي طبعت حياة الجامعة على مرّ تاريخها.
إن النظام الديموقراطي أتاح على امتداد لبنان الاستقلالي للبنانيين حرية ممارسة حقوقهم في التفكير والتعبير والاختلاف، كما جعل من وطننا واحة حرية تتفاعل في كنفها المكوّنات الطائفية والاجتماعية والثقافية والسياسية، لتقدم إلى العالم تجربة فريدة ورائدة في معادلة التنوع والوحدة وفي تلاقي الأديان والثقافات، كانت الجامعة اللبنانية، هي أم المؤسسات الرسمية، الأنموذج الأرقى لهذا التفاعل.
لقد جسّد أهلها، على تنوّعهم الفكري والثقافي وعلى مشاربهم المختلفة في الاعتقادات السياسية والدينية، أسمى صورة للمثقف الديموقراطي الذي يتوسل الحوار منهجاً في مقاربة كل اختلاف في الرأي والموقف، والعقلانية المنفتحة أصلاً لطرح شتى القضايا والشؤون الفكرية والوطنية ومناقشتها. كل ذلك، كان يحصل لتعزيز منعة الجامعة الوطنية وما تمثله على الصعيدين الوطني والفكري.
وفاء لهذه الجامعة ولتاريخها وللقيم التي سادت فيها، ووعياً منا للدور الذي لعبته وتلعبه على صعيد بناء المواطن والوطن على السواء، وإيماناً بحتمية العيش المشترك، وضماناً للسلم الأهلي والتكامل في المواطنية بين أبناء شعبنا، نؤكد، نحن الموقعين أدناه أمام الجامعة وأهلها، التزام الآتي:
1ـــ احترام التنوع في الجامعة باعتباره صورة عن التنوع في الوطن والدفاع عن مكوناته، في ظل المسلمات الوطنية التي نصّ عليها الدستور، لأنه مصدر قوة وثراء.
2 ـــ احترام حق الاختلاف في التفكير والتعبير ورفض كل ممارسة لا ديموقراطية أو عنفية تسعى إلى الاعتداء على هذا الحق والخروج عليه.
3 ـــ رفع الغطاء عن أي فرد أو فريق يعمل أو يشجع على تهميش الحوار في الجامعة، ويتوسل الأساليب العنيفة طريقاً لحسم المواضيع التي تختلف الآراء بشأنها، والتشهير بكل تجاوز من أي جهة أتى، ومطالبة المراجع المختصة باتخاذ أشدّ العقوبات بحق كل مخلّ بأمن الجامعة واستقرارها، واستطراداً بأمن المجتمع اللبناني ووحدته.
4 ـــ التعهد، متكافلين متضامنين، بصون الحياة الجامعية وذلك باحترام أنظمة الجامعة وقوانينها وتقاليدها الأكاديمية، وبالدفاع بكل إخلاص وصدق عن كرامة أهلها من أساتذة وطلاب وإداريين.
5 ـــ تأكيد أن الجامعة ليست مكاناً لاختبار وفرض المواقف السياسية بل مساحة لبلورة وتطوير الأفكار والآراء التي تساهم في بناء لبنان جديد يجسّد تطلعات الشباب ويستحق انتظاراتهم، والتركيز على الدور المحوري لهذه المؤسسة الوطنية في صياغة فكر إنساني حرّ يمتاز بتفاعليته ومواءمته بين التعدديات، تأكيداً لفرادة الصيغة اللبنانية وغناها.
6 ـــ تأييد كل مبادرة أو مسعى يهدف إلى إنتاج وفاق وطني انطلاقاً من روحية وثيقة الوفاق الوطني يعيد إلى لبنان مسيرة السلام والبناء، ويسدّ الثُّغر التي يمكن من خلالها أن ينفذ العدو الإسرائيلي أو غيره من أعداء لبنان لتذكية نار الفتنة وزيادة الشرخ بين أبناء الشعب الواحد.
7 ـــ دعوة القوى الموقّعة إلى التكاتف والتوحد تجاه استحقاقات داهمة تنتظر الجامعة، على مستوى تطوير وإنصاف هيئتيها التعليمية والإدارية وإنصاف طلّابها من خلال ورشة نهوض كبرى تساهم في عملية النهوض الوطني بما يحقّق التنمية الوطنية والبشرية المستدامة».
(الأخبار)