البترون ــ ريتا شاهين
تتنوّع أنشطة التعاونيات في منطقة البترون في مختلف المجالات الزراعية والحرفية والثقافية، ولا تخلو بعض التعاونيات من الأهداف السياسية بعد فشل فريق معين في القرية أو البلدة من الوصول إلى رئاسة المجلس البلدي أو الاختياري، أو عضوية أحدهما، فتمثّل الجمعيات الأهلية والتعاونيات الحل البديل للعمل داخل البلدات.
ويمكن تصنيف خمس تعاونيات بترونية ناشطة، من أصل ثلاثين تعاونية مسجلة رسمياً، لكنها لا تعمل لأسباب تتعلق بفقدان الإمكانيات البشرية أو المالية، إضافة إلى ضعف الإطار المؤسساتي وقدرات التشبيك والتمكين.
وفي هذا الإطار، أقيم في معهد علوم البحار والصيد في البترون، لقاء تعاوني موسع دعت إليه مديرية التعاونيات في لبنان، وحضره المدير العام للتعاونيات جوزيف طربيه، وعدد من رؤساء تعاونيات قضاء البترون وأعضائها.
وعرضت خمس جمعيات تعاونية نشاطاتها على المستويين الزراعي والإنمائي من شق طرق زراعية وتوفير أدوية ونصوب وحراثة الأراضي ومساعدة المزارعين المنتسبين إليها. وتطرقت جميعها لوضعها المالي المتأرجح، وتوجّهت إلى المديرية العامة بضرورة إعطاء قروض من الدولة لمساعدة هذه التعاونيات وتسهيل عملها، بالإضافة إلى حث المنظمات غير الحكومية على دعمها.
طربيه صلم يخف قلقه من الوضع المادي للمديرية في ظل انهيار الموازنة في السنتين الأخيرتين، مشيراً إلى «أن المديرية أصبحت تعمل بجزء من طاقاتها لتوفر ما استطاعت للقطاع التعاوني». وأوضح أن المديرية طلبت من الحكومة مبلغ 5 مليارات ليرة لدعم القطاعات التعاونية لتحسين إنتاجياتها، والنتيجة كانت اعتماداً بمبلغ 200 مليون ليرة فقط ولم يصرف حتى الساعة.
وتحدثت رئيسة مصلحة الإعداد والتدريب الفني في المديرية نجاة راشد عن أهمية العمل التعاوني، والخلفية الاجتماعية التي تميزه عن بقية النشاطات الاقتصادية، وطرحت موضوع مجانية العضوية في مجلس الإدارة، وضرورة إقامة ندوات توعية.
وطرح سامر عاصي موضوع تعديل القوانين والأنظمة التعاونية النافذة انطلاقاً من تجربة التعاونيات الواقعية والعملية، وبالتعاون والتواصل مع هذه التعاونيات. وركّز مسؤول الشؤون المالية والمحاسبة في المديرية أحمد الزغبي على أهمية الموازنة بالنسبة إلى بلورة الوضع المالي وبرمجة نشاطها مؤسسةً قائمةً، وعرض المواد التي تعنى بالمحاسبة وبمالية التعاونية.
وحاضرت المهندسة الزراعية هلا الدبس عن أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية التي توضح التقديرات الواقعية لأي مشروع وتبني مدى نجاحه وتمنع الوقوع في الخطأ.
وأشارت رئيسة دائرة القضايا التعاونية ميرنا داغر إلى أهمية العمل التعاوني، وشرحت دور التعاونيات وأهمية انفتاحها على المنظمات غير الحكومية للحصول على قروض وهبات تساعدها على التقدم وتحسين الإنتاجية.
وفي ختام اللقاء، تقرر أن ترسل كل تعاونية مقترحات إلى المديرية ليصار إلى دراستها واختيار النقاط المشتركة لتكون ورقة عمل تستخدم لتحسين الوضع العام داخل كل تعاونية.