مرجعيون ـــ عساف أبو رحال
تحوّلت عبّارة كفركلا الحدودية إلى حكاية تشبه حكاية ابريق الزيت، لارتباطها الوثيق بالأحوال الجوية وكمية المتساقطات من الأمطار التي تتجمع لتشكل مستنقعاً خلف الشريط الحدودي، يؤثر سلباً على الزراعات لاستحالة تغيير وجهة تصريف هذه المياه بسبب جغرافية المنطقة وتضاريسها المنحدرة لجهة الأراضي اللبنانية. هذه المشكلة التي يعانيها الاحتلال تصدّرت الواجهة بعد أن أقفل الجيش اللبناني العبّارة مع بداية فصل الأمطار، لتتحول إلى قضية يثيرها الاحتلال مع كل عاصفة.
وصباح أمس، وبعد ليل ماطر شهدته المنطقة أدى الى رفع منسوب المياه واتساع دائرة المستنقع خلف الشريط، حضرت دورية اسرائيلية ضمت أربع سيارات هامر الى مقربة من العبارة، وانتشر الجنود في محيط الموقع ووسط البساتين المحاذية، فيما كانت حفارة تتموضع على بعد بضعة مئات من الأمتار دون أن تتقدم، وعلى الفور حضرت الأجهزة الأمنية اللبنانية ودورية للكتيبة الإسبانية تابعة لليونيفيل رابطت قبالة العبّارة مستطلعة مجريات الأمور لبعض الوقت، وشوهد الجنود يجرون اتصالات ما لبثت دورية الاحتلال بعدئذ أن غادرت المكان لتبقى العبّارة على حالها. وواصلت دورياتها في المنطقة وعلى الطرق المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية في ميس الجبل، كفركلا، العديسة وسهل الخيام.
وبسبب الجوّ الماطر، أجلت لجان التحقق في اليونيفيل والجيش اللبناني أعمالها بالتحقق من الإشارات والعلامات الزرقاء الـ12 التي وضعتها القوة الدولية عند الخط الأزرق في مناطق مروحين، طربيخا وصولاً الى بلدة عيترون مروراً برميش وعيتا الشعب، إلى اليوم، ومن المفترض أن تغطي مناطق رميش وعيترون ومارون الراس.
وتتضمن عملية إعادة التحقق ثلاث مراحل: المرحلة الأولى التأكد من العلامات الزرقاء الواقعة بين مروحين وصولاً الى عيترون، المرحلة الثانية إعادة التحقق من خط الانسحاب عام 2000، أما المرحلة الثالثة فهي معاينة النقاط الثلاث التي كان تحفّظ عليها لبنان أثناء عملية ترسيم خط الانسحاب وهي رميش، عديسة، مسكاف عام وكفركلا.
ولوحظ انتشار لجنود الاحتلال في المنطقة، حيث جابت سيارات «الهامر» المصفحة الطرق المحاذية للأراضي اللبنانية، فيما يراقب عناصر الطوارئ من الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار «اليونيفيل» التحركات الإسرائيلية بين طريق العديسة وكفركلا.