strong>ترحيب بخطاب الحريري «الهادئ»... وشتائم جنبلاط وجعجع محور الانتقادات
وفّرت خطابات ذكرى 14 شباط مادة أساسية لردود الفعل، التي أجمعت على اعتبار أن المناسبة الوطنية تحولت الى «كرنفال» توزّعت فيه الأدوار بغية الانقضاض على التسوية المطروحة لحلّ الأزمة في لبنان. وفي مقابل الترحيب بخطاب النائب سعد الحريري «الهادئ»، أجمعت الردود على توجيه الانتقادات إلى بقية الخطباء، وخصوصاً النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وأسف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان لـ«تدني الخطاب السياسي إلى هذا الدرك من الإسفاف والتجريح، الذي ينم عن عقلية ضيقة لدى بعض السياسيين وعدم قدرتهم على تقبل الآخر والتحاور معه»، مؤكداً أن الخطابات السياسية غير المسؤولة «تسيء إلى أصحابها قبل أن تسيء إلى الآخرين».
وانتقد رئيس «جبهة العمل الإسلامي» فتحي يكن اللغة التي اعتمدها البعض في الخطابات، مؤكداً أنها «دخيلة على قاموسنا السياسي في لبنان، وهي لغة ميليشيوية لا تمت الى السياسة بصلة».
ورأى النائب اسماعيل سكرية، في تصريح أدلى به، أن كلمة الحريري «اختزنت الروح الايجابية وإرادة تطرق باب الحلول، ما يضع حدّاً للفتنة والحرب الأهلية»، فيما حملت كلمات بعض أركان الموالاة «ما يدعو الى الخجل، ويسيء إلى صاحب الذكرى».
وأشار النائب مروان فارس الى أن جنبلاط وجعجع «أساءا الى مقام رئاسة الجمهورية، والى تاريخ العلاقات اللبنانية ـــ السورية، متناسيين ما قدّمته سوريا إلى لبنان في إعادة سلمه الأهلي وبناء جيشه ومؤسساته»، لافتاً في بيان أصدره الى «أهمية كلام الحريري، لجهة ضرورة استعادة الحياة الطبيعية في لبنان وفق الأسس التي يتفق حولها جميع اللبنانيين».
ورأى النائب نعمة الله أبي نصر أن ما صدر عن خطباء المهرجان «دليل على أن ذهنية معاداة الآخر وإلغائه لا تزال هي الغالبة عند البعض»، مضيفاً: «يا ليتهم سكتوا، ولم ينطقوا سوءاً».
وميّز النائب ميشال موسى، في حديث إذاعي، بين نوعين من الكلام في الخطابات «كلام ذي سقف عال ومتشنج، وكلام هادئ يؤسّس عليه»، واضعاً كلام الحريري في خانة «الحوار».
ووجّه رئيس «تيار التوحيد اللبناني» الوزير السابق وئام وهاب، في مؤتمر صحافي عقده، انتقادات إلى «أصحاب الكرنفال، الذين حوّلوا المناسبة الكريمة الى سوق عكاظ، يتبارون فيه ليفوز من يأتي منهم بأفضل الشتائم». وتوجّه الى الحريري بالقول: «أنت أسير البعض من حلفائك، نحن نريدك متحرراً من هؤلاء الذين خبرهم والدك جيداً». ووصف جنبلاط بـ«سليل هولاكو وجنكيزخان، ووارث السلالات المنقرضة، والمستمر في زعامته بمرسوم ممهور بختم السلطنة العثمانية»، قائلاً له: «حمى الله طائفة الموحدين من مغامراتك وأحقادك وشرهك». كما توجّه إلى جعجع بالقول: «إن الرئيس لحود لن يجد مكاناً في مزبلة التاريخ، لأن هذه المزبلة عندما يصلها الرئيس لحود، وهو لن يصل إليها، تكون قد امتلأت بك وبأمثالك».
ونوّه النائب السابق بهاء الدين عيتاني بكلمة الحريري «الإيجابية»، داعياً جميع الأفرقاء الى «التقاط الفرصة، وفتح خطوط التلاقي في ما بينهم، وصولاً الى سلام الشجعان».
ورحّب الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود بدعوة الحريري الى «قرار شجاع لإنهاء الأزمة»، منتقداً خطاب جنبلاط الذي «يقع في إطار الشتائم وتكرار المواقف التي لا تمت الى السياسة بصلة»، وخطاب جعجع الذي هو «استعادة لزمن الحرب».
ورأت قيادة «المؤتمر الشعبي اللبناني» أن خطابات بعض أطراف الموالاة «زادت القلق على المستقبل والمصير»، ولفتت الى أن خطاب الحريري «كان معقولاً نسبياً مقارنة بخطب قادة الميليشيات».
وأشار الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال شعبان الى أن «رموز الحرب الأهلية لا يفهمون الا لغة التصعيد»، لافتاً الى أن الحديث عن الشعير والتبن «معيب».
واستغرب حزب البعث العربي الاشتراكي، في بيان أصدره، الخطابات «السوقية والدونية المعبّرة عن الحقد والانفلات المتأصّل بالسفالة»، مؤكداً تصدّيه لكل «أشكال القردة وأفاعي الحروب المذهبية والطائفية».
كما رأت منظمات «البعث» الشعبية أن جنبلاط وجعجع «وصلا الى لحظة اليأس والانهيار، بعدما شعرا بأن مشروعهما ومشروع أسيادهما بدأ بالتقهقر».
وإذ دان «حزب الاتحاد» و«المرابطون»، في بيان مشترك، الخطابات «المكشوفة النيات والأهداف»، أكد رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان سمير شركس أن الكلام الذي قيل في المهرجان «لا يخدم مصلحة لبنان».
(الأخبار، وطنية)