صيدا ــ خالد الغربي
تحيي مدينة صيدا اليوم الذكرى الـ22 لتحريرها ومنطقتها من الاحتلال الإسرائيلي في 16 شباط 1985 بسلسلة نشاطات تعكس الانقسام السياسي والتوجهات في المدينة. وخلافاً للسنوات الماضية التي كانت تقتصر فيها الاحتفالات على تجمّع رمزي أمام ساحة الشهداء في المدينة وبضعة مواقف سياسية، فإن اللافت هذا العام إعطاء المناسبة مضموناً أوسع، مع السعي الحثيث لجعل الذكرى مناسبة سياسية بامتياز، ولا سيما من حيث نوعية النشاطات التي أقرتها «الهيئة الوطنية لإحياء ذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الإسرائيلي»، وهي هيئة «حديثة الولادة» شكلت على عجل وتضم ممثلين عن قوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية وشخصيات نقابية واجتماعية وروحية، ولا تمثيل فيها لتيار الحريري. ومن بين النشاطات حفلة استقبال تقام عصر اليوم في بلدية صيدا يعلق عليها المعنيون أهمية بالغة، إذ انشغلت الدوائر المعنية في البلدية في توزيع آلاف الدعوات في صيدا والجنوب، وأيضاً على طول الساحة اللبنانية وعرضها.
ويرى البعض ممن كان لهم دور فاعل في العمل المقاوم، أنه على أهمية إحياء المناسبة لما تشكله من تأكيد خيار المقاومة في التحرير، فإنه يؤخذ على النشاطات «الطابع الفلوكلوري»، وخصوصاً أن عدة أخطاء، شكلاً ومضموناً، صاحبت الاجتماعات التحضيرية التي جرت في البلدية بحضور النائب أسامة سعد، ومنها، مثلاً، محاولة إعطاء أدوار مبالغ فيها لبعض من كان ينتمي آنذاك الى مشروع 17 أيار، فضلاً عن حضور أفراد الاجتماعَ المذكورَ، كانوا فاعلين آنذاك في صفوف «القوات اللبنانية».
وتلفت مصادر صيداوية الى ضرورة اهتمام أصحاب الشأن بأمور ذات صلة بموضوع الاحتلال والمقاومة، كضرورة تحويل ساحة شهداء الاجتياح الى مكان يدل على وحشية العدو وجرائمه والى مكان ينبض بالحياة، بدل تركه أسير الإهمال.
الى ذلك، اعتبر النائب أسامة سعد «أن إحياء الذكرى هو للتأكيد أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض والأسرى وحماية الوطن من العدوانية، وللقول إن المقاومة تبقى خياراً سياسياً ووطنياً وشعبياً لا غنى عنه في ظل الاستهداف الخارجي ومن بعض الأطراف المحلية للمقاومة وسلاحها».
وأعلن رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري برنامج نشاطات الهيئة الوطنية التي تشمل تعميم بيان سياسي باسم الهيئة يتطرق إلى أهمية هذه الذكرى ومدلولاتها وقراءة الفاتحة وإنارة شعلة المقاومة وإضاءة الشموع ووضع الأكاليل على نصب ساحة الشهداء، وإقامة مهرجان كشفي موسيقي السابعة مساءً، وحفل موسيقي للأغنية الوطنية المقاومة الثامنة مساء غد في ساحة الشهداء.