بعض خطباء ساحة الشهداء أساء إلى ذكرى الحريري وناقض صفاته الوطنية
رأى رئيس الجمهورية إميل لحود أن بعض خطباء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري أول من أمس «أساء، في ما أطلقه من مواقف وعبارات ونعوت، إلى جلال الذكرى، وجاء مناقضاً كلياً لما تميز به الرئيس الشهيد من صفات وطنية وقومية التزمها نهجاً خلال حياته».
ونقل زوار لحود عنه قوله أمس إن مثل هذه المواقف «تزيد الأمور تعقيداً وتضر بالمساعي المبذولة على غير صعيد لإيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة التي تجتازها البلاد، ولعل مطلقي هذه المواقف إنما يستهدفون فعلياً ضرب المحاولات الجادة القائمة محلياً وإقليمياً ودولياً كلما لاحت بوارق أمل بإمكان الوصول إلى صيغة حل تعيد إلى الحياة السياسية اللبنانية توازنها وتحقق المشاركة في تحمل المسؤولية التي يتطلع إليها اللبنانيون إلى أي جهة انتموا». وأضاف لحود: «يخطئ من يظن أن اعتماد اللهجة العالية والمتعالية واستعمال العبارات المسيئة والمهينة، يمكن أن يحقق غاياته أو يحسن مواقعه السياسية في المعادلة التي لن تستقيم إلا من خلال إرادة وطنية جامعة، ولا سيما أن التوافق في النهاية هو قدر اللبنانيين الذين إما أن يربحوا جميعهم أنفسهم والوطن، وإما أن يخسروا أنفسهم والوطن»، لافتاً إلى «أن التجارب السابقة التي مر بها لبنان أكدت أن لا أحد يستطيع أن يلغي أحداً ولا فريق يستطيع أن يتغلب على فريق آخر، والعنتريات التي يرددها البعض في لحظات نشوة سرعان ما تسقط مفاعيلها، لأنه لا بديل من تسوية وطنية كانت في أساس وجود لبنان منذ الاستقلال وترسخت بعد اتفاق الطائف لحماية وحدة الوطن واللبنانيين».
وإذ تساءل لحود عن سبب إصرار بعض من خطب أول من أمس في ساحة الشهداء «على تثبيت تبعيته ظناً منه أن الرهان على الخارج يحقق له طموحاته وأحلامه» ، أكد أن «دروس الماضي أظهرت أن الخارج يستعمل بعض من في الداخل اللبناني وفقاً لمصالحه الذاتية، وفي الوقت المناسب يتخلى عن التبعيين ويتعامل مع الواقع وفق حساب الربح والخسارة».
ودعا أولئك «النافخين في نار الفتنة الداخلية والاقتتال الأخوي إلى الكف عن هذه السياسة التي تقود البلاد بخطى سريعة نحو الانهيار»، مؤكداً أنه «لن يسمح تحت أي ظرف لتجار الحروب بجعل لبنان مرة جديدة أرضاً لتجارتهم الدامية، ولا سيما أن غالبية اللبنانيين ترفض جعل البلاد ضحية أحقاد من هنا وانتقامات من هناك، وبالتالي لا بد من اقتناع الجميع، ولا سيما بعض من جعل ساحة الشهداء (أول من) امس، مسرحاً لاستعراضاته البهلوانية، بأن الحوار غير المشروط هو المدخل الصحيح للمصالحة الوطنية الشاملة، وأن تصفية النيات والتحاور خير من تصفية اللبنانيين وذبحهم من جديد على مذبح الشهوات والأطماع والمكابرة».
وكان لحود قد عرض الأوضاع المحلية والإقليمية مع كل من الوزيرين المستقيلين فوزي صلوخ ويعقوب الصراف. كما استقبل الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر الذي أعرب عن أسفه وتعازيه لسقوط ضحايا أبرياء في انفجاري عين علق، مشيراً إلى أنه «كلما لاحت في الأفق بوادر حل لإخراج لبنان من الأزمات التي يتخبط بها، تسارع يد الإجرام لضرب أي وفاق يمكن أن يكون سبيلاً للخلاص، من خلال ضرب الاستقرار والتصميم على جعل هذا البلد أشلاء».
وتعليقاً على احتفال ساحة الشهداء رأى أن «ما سمعناه كان صورة طبق الأصل عن البيان الأخير لقوى الرابع عشر من شباط وبمثابة أمر عمليات لإطلاق هذه الأصوات النشاز التي لا تليق لا بالذكرى ولا بصاحبها»، مشدداً على أن الحل الشجاع يبدأ «بحكومة وحدة وطنية يشارك فيها كل القوى لإقرار قانون انتخابات عادل ومتوازن ونزي تجري على أساسه الانتخابات النيابية ومن ثم انتخابات رئاسية عند انتهاء ولاية الرئيس لحود».
وإذ رأى أن «التطاول على الكبار هو من عادة الأقزام والمتورطين في التآمر على البلد»، ختم شكر «إن التاريخ سيسجل للرئيس لحود عهداً ناصعاً بالوفاء عنوانه وحدة لبنان ومؤسساته ومواجهة العدو الإسرائيلي، فيما سيسجل للأقزام تلك العبارات التي أطلقوها».
(وطنية)