عدوان: رفضنا المقايضة ونرفضها اليوم وغداً ونتمنى على كل السفراء وقف التصريحات حول الشأن الداخليرأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن ما جرى في يوم إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري «أمر مهم جداً»، لجهة العدد الكبير الذي «انتفض ليعبّر عن رأيه وقناعته بوجوب العمل من أجل الحقيقة، والسير قدماً في موضوع المحكمة الدولية»، مجدّداً التأكيد أن المبادرة العربية هي «الإطار الصحيح في اتجاه الحلول».
وجدّد الإشارة بعد أدائه صلاة الجمعة الى أن المحكمة هي «المدخل لأي حلّ حقيقي، وتأكيد لحريات اللبنانيين»، يليها «تأليف حكومة الوحدة الوطنية، وفق القواعد التي تقدّمت بها الجامعة العربية». واعتبر أن جريمة اغتيال الحريري تحتاج الى «الآلية التي تكشف الحقيقة، من دون إدخالها في متاهات التسييس أو غير التسييس»، ودعا الى ضرورة «استخلاص الدروس والعبر مما جرى يوم 14 شباط، لأن أعداد المشاركين تؤكد أن الحكومة مستندة إلى شرعية دستورية، وإلى أكثرية في مجلس النواب، لا كما يقال أكثرية وهمية»، ولأن المناسبة «فتحت نافذة لجميع المسؤولين السياسيين كي يبتعدوا عما يشنّج وعن التصريحات التي لا تفيد (...) والأحد عشر أسبوعاً الماضية كافية لاستخراج الدروس والعبر».
وعن اعتصام المعارضة، رأى أن «ما من شيء تحقق، ولن يتحقق أي أمر، والاستمرار بهذا الأسلوب مكابرة لا تؤدي الى نتيجة»، مطالباً بـ «العودة الى صوت العقل، والابتعاد عن التصريحات النارية التي لا تفيد».
وعن إمكان تواصله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: «أنا لم أتوقف عن محاولة الاتصال ولن أتوقف، لأن ما من تقدم إذا استمررنا بعدم التواصل.»، مشيراً الى الخطوات التي تتم عبر الجهود التي يبذلها العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، والى مبادرة الأمين العام للجامعة العربية «المتكاملة التي تنطلق من مبدأي التلازم والتوازن في إيجاد الحل».
وعن انعكاس التقارب الإيراني ـــ السعودي، أكد السنيورة أن كل تقدم على صعيد الدول الشقيقة والصديقة «أمر مهم، وينعكس إيجاباً على أكثر من مجال لبناني وعربي وإقليمي»، مرحّباً «بالجهود الآيلة الى ذلك، لكن المسألة الأساس تكمن في جهود اللبنانيين من أجل الالتقاء». ونفى صحة «ما ينشر في بعض الصحف في شأن اتفاقات أو مشاريع اتفاقات تمّت بين المسؤولين»، قائلاً: «الصحف تنشر أحياناً ما تتمناه، وليس بالضرورة ما هو في الواقع».
وعن عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت، أوضح أن المبادرة العربية هي «الإطار الصحيح الذي ينبغي لنا أن نتعاون معه ونقوم بتطويره، والتي انطلقت بعد بحث مستفيض مع كل الأطراف المعنية في لبنان، وهي تضمن للجميع السير باتجاه الحلول»، معرباً عن أمله بالتوصّل الى عودة «الوئام الى كلّ الأشقاء العرب، قبل القمة العربية المقبلة، ».
من جهة أخرى، استقبل السنيورة وزير الأقتصاد سامي حداد، واطلع منه على نتائج زيارته الى مصر.. كما التقى وفداً من المنظمة العالمية «اتبع المرأة»، برئاسة البريطانية ديتا ريغان.
واستقبل السنيورة النائب جورج عدوان الذي قال إن اللقاء «استعراض ما وصلت إليه الأمور لجهة إمكانات البحث عن تسوية، واتخاذ التدابير الأمنية الصارمة لاكتشاف الجرائم التي تحصل، وآخرها في عين علق». وأضاف: «التسوية تعني أن نصل إلى حل يخدم المصلحة العامة. لدينا موقف إيجابي من هذه الأمور انطلاقاً من مبادئ معينة، أولاً يجب أن نقول: نعم للمحكمة الدولية، وهذا يعني وقف الجرائم بحق اللبنانيين، ونعم للمشاركة، وهذا يعني أن كلاً من الشركاء اللبنانيين عليه أن يكمل دور الآخر ولا يعطله، وهذا يعني أيضاً أنه حين نريد أن نشكل حكومة نكون متأكدين أن هذه النعم للحكومة لا تؤدي إلى مجموعة داخل الحكومة تستطيع ساعة تشاء أن تطير الحكومة أو تمنع الجلسات». وتابع: «ان أحداً من اللبنانيين يجب ألا يكون أداة أو غطاءً للآخرين. لم نرفض الوصاية السورية لنقبل بأي وصاية أخرى أميركية أو فرنسية، ونرفض كلياً التدخل الأجنبي من قبل أي سفير كان، وأتمنى على كل السفراء من دون استثناء أن يوقفوا التصاريح المتعلقة بالشأن اللبناني الداخلي، نحن لا نرتاح أبداً أن نسمع سفيراً من أي دولة كان، صديقة أو غير صديقة، يتحدث ويبدي آراء في الشأن الداخلي اللبناني. هذه الإيجابية التي نتقبل الأمور بها ونطلبها لا يمكن أن تكون إلا باستعادة المجلس النيابي دوره، اليوم لا طاولة الحوار تحل محل المجلس النيابي ولا حوار ثنائي يحل محل المجلس النيابي». ودعا الرئيس نبيه بري الى أن «يعيد منبر المجلس النيابي منبراً مفتوحاً لكي نلتقي ونتحاور. هذا هو المكان الحقيقي للحوار».
وقال عدوان: «نسمع الكثير حول تصنيف فريق 14 آذار بين صقور وغير صقور، وأودّ أن أقول إن المبادئ التي نحن متفاهمون عليها واحدة، وشروط التسوية وطرقها هي نفسها، وواضحة بالنسبة لنا جميعاً، وطريقة التعاطي مع المشاكل في وطننا هي نفسها. قد يختلف الشكل إنما الجوهر واحد».
وعن مقايضة المحكمة الدولية مقابل الحكومة، وما يتردد عن زيارة النائب سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية لهذه الغاية، أكد «أننا رفضنا المقايضة في السابق وسنرفضها اليوم وغداً. المحكمة الدولية لا تعني فريقاً دون آخر، بل تعني كل اللبنانيين، معارضة وموالاة، لذلك لا مقايضة حولها، وإذا كانت للبعض ملاحظات فليسلمنا إياها».
(وطنية)